الأدب والشعر

ثقة

شاهر عبدالواسع الأثوري

شاهر عبدالواسع الأثوري

تقاربَ من سماك فقلت: غابا

وغادرَ عن حماك فقلت: آبا

 

أراكَ وقد هويتَ بحالِ بؤسٍ

وقلبكَ من أساكَ أراهُ ذابا

 

تنادي من تحب بكلِّ شوقٍ

وما لبَّى نداكَ ولا أجابا

 

سقاك من الفراق أمر كأسٍ

مريراً ما أردت بهِ الشرابا

 

فما جدوى الحنين وقد تولَّى؟

وحلمك في اللقاءِ غدا سرابا

 

حبيبك من أحبك دون زيفٍ

إذا ناديت لبى واستجابا

 

ألا ليت القلوب كمثل قلبي

إذا وجد المُسيءَ لهُ تغابى

 

تراهُ إذا غدا بالهمِّ مُضنى

تشافى من مواجعهِ وطابا

 

يغني كالطيور على الروابي

وإن طرقَ البلاءُ عليهِ بابا

 

لهُ ثقةٌ بخالقهِ تعالى

يطيرُ بها ويخترقُ السحابا

 

ألم تعلم بأنَّ الصدقَ فضلٌ

ومَن بالحقِّ قالَ فقد أصابا

 

وكل فتىً لهُ خُلقٌ وطبعٌ

كما تجد الأسود ترى ذئابا

 

تغيرت الطبائع في زمانٍ

كثير الخَلق صار بهِ مُعابا

 

كرام الناس قَلُّوا حيث صاروا

بداء الخُبث أغلبهم مُصابا

 

تراهم يظهرون الود زيفاً

وما فعلوا الصحيح ولا الصوابا

 

وإمَّا الناس في الأحقاد عاشوا

غدت أوطانهم قفراً يبابا

 

•┈┈••✦✿✦••┈┈•

 

*شاهر عبدالواسع الأثوري*

 

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى