صباحٌ على سلمى


محمد رياني
صباحٌ على سلمى، صباحٌ يليق بها، ربما لم تنم ليلها كما يجب ، غادر الليلُ الزوايا ، انقشعتِ الأغطيةُ وتركتِ الأحلامَ تحتها، مابها سلمى لم تستيقظ؟ لم تحركْها الشمسُ الباردة، ولم تستجبُ لنداءِ العصافيرِ وزقزقاتِها، يبدو أن الأحلامٌ كانت سعيدة، حضرٌ الصباحُ وكلُّ الذين شاركوها الأحلامَ ارتدوا ملابسهم، تعطَّروا، تطيبوا، فاحتْ روائحُهم بعد سباتٍ عميق، أخيرًا استيقظت ، دبَّتْ فيها الحياةُ من جديد، ابتسمتْ في الصباحِ للصباح، استجابتْ للنداءاتِ المتكررة، قالوا لها – صباح الخير- ياسلمى، ردَّتْ على الصباح بصباحٍ فاتن، ابتسمتْ مثلَ الشمس، وأطلَّتْ بروعتِها مثلَ ظلالِ الإشراق الباردة، تلفتتْ حولها لتقولَ شيئًا، لم تجد غيرَ لحافِها الذي أخَّرَها عن الاستيقاظ، هزَّتْه برفق، عاتبتْه لأنه أبطأَ في تحريكِ عجلةِ القيامِ بعد رحلةِ النوم، طوتِ الأغطيةَ بجانبها، ذهبتْ إلى المغسلةِ لغسلِ وجهِها من بقايا النومِ والأحلامِ المزعجة، نظرتْ إلى وجهها في المرآة، لم تكن كالآخرين بوجهٍ مظلمٍ أو عابس، لم تجد في مفتاحِِ الماءِ ماءً يزيلُ الوحشة، كان وجهُها يضيء وكأنَّ ظلمةَ الليلِ لم تمسسه، عادتْ إلى فراشِها حتى يأتي الماءُ من جديد ، حضر الماءُ ولم يطلْ غيابُه ، لم تكن الشمسُ قد استوفتْ حضورها ، غسلتْ وجهَها وتوضأتْ للعبادة، أشرقتِ كالشمس، أنارتِ المكان، رفعتْ كفَّيْها تلهجُ بالدعاء، ابتعدوا لتأخذَ راحتها ، ابتسمتْ للحياةِ في يومٍ جديد، دخلتْ في خلوةٍ مع نفسِها، عادت بإشراقةٍ جديدة، قالت لهم وهي تبتسمُ للصباح : قولوا لسلمى الآن : صباحُ الخيرِ ياسلمى!