شاهر عبد الواسع الأثوري
بمناسبة يوم المعلم
باني العُقول تحيةً وسلاما
وعظيم مَجدكَ يا مُعلِّم..داما
إنَّ المُعلِّمَ للبلادِ وأهلها
نُورٌ يَسلُّ على الظلامِ حُساما
يا مَن بنيتَ لكلِّ شَعبٍ نهضةً
وأقمتَ مَجداً عالياً يَتسامى
وصَنعتَ للأوطانِ من أبنائِها
جِيلاً عظيماً بالمَعارفِ..قاما
مِن نُورِ عِلمكَ مِن شُعاعِ ضيائِهِ
بَددتَ ليلاً حالكاً وظلاما
وغدوت مثل الصُّبحِ في إقبالهِ
بالنورِ يُشرقُ ضاحكاً..بَساما
ونَراكَ نِبراساً يُنيرُ دُروبنا
ونَداكَ حَلَّقَ في البلادِ وحَاما
يا مَن رَوى عَطشَ القلوب بِعلمهِ
وجَرى كسيلٍ نافعٍ..يَترامى
يا مَن نَقشتَ مِن المَعارفِ أحرفاً
عَزفتْ مَعاني سِحرَها أنغاما
لكنَّ وضعكَ يا مُعلِّمُ ساءني
وأنا أراكَ تقاسيَ الآلاما
فأبيتُ ليلي داعياً ومُناجياً
للهِ يرفعُ ما ضناكَ وضاما
لا يَرتقي شَعبٌ أضاعَ مُعلِّماً
أو راحَ عن إنصافِهِ يَتعامى
إنَّ الشعوبَ إذا أرادت نهضةً
جَعلوا المُعلِّمَ قائداً..وإماما
فعلى يَديهِ تَرى النهوضَ مُحققاً
وإذا غوى حَلَّ الضلالُ وحاما
فلتنصفوهُ إذا بغيتم عِزّةً
فالعزّ إن عَزَّ المُعلِّمُ..داما
لا تحرموهُ مَعَاشهُ وحُقوقهُ
فنزيد مِن فوقِ الجراحِ سِهاما
إن لم يكن بالُ المُعلِّمِ خالياً
فمِن المُحالِ بأن ننالَ مراما
وإذا سها أو هامَ من أوجاعهِ
سنُلاقي جِيلاً في الجهالةِ هاما
يا من ورثتَ من النبوَّةِ بعض ما
أحيا النفوسَ وبددَ الأوهاما
للهِ أنتَ فقد بنيتَ مآثراً
ردَّت على وجهِ الظلامِ لثاما
فأنر لنا كي نَستبينَ طريقنا
ونرى الحياةَ سكينةً وسلاما
أيقظ بعلمكَ يا مُعلم من غفا
في ليلِ جهلٍ في الحياةِ وناما
جَرِدهُ في وجهِ الجهالةِ صَارماً
وانصر بهِ الأوطانَ والإسلاما
فكأنَّ عِلمكَ إذ همى بِعطائهِ
عَطف الكرام على ضِعافِ يَتامى
يا مَن زرعتَ الودَّ وسط قلوبنا
وغرستَ فيها نرجساً وخُزامى
تَبني المَحبّةَ في نُفوسِ صِغارنا
فتذوبُ في حُبِّ البلادِ غَراما
وتُبدِّلُ الأحقاد ودَّاً خَالصاً
يَكسو القُلوبَ مَحَبَّةً..ووئاما
كُن..في أمانِ اللهِ رَبّكَ دَائماً
وجَزاكَ فَضلاً بالجميلِ خِتاما
سُبحانكَ اللهمَّ قد علَّمتنا
ووهبتنا القرطاسَ والأقلاما
صَلِّ على المَبعوثِ خير مُعلِّمٍ
مَا سَاقَ رِيحٌ فِي السَّماءِ غَمامَا
