الاخبار العربية والعالمية

طائرات شراعية بدائية تكشف نقاط ضعف منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية لإسرائيل

ريهام طارق

ريهام طارق

جاء تركيز اعتماد الأسلحة الإسرائيلية المتطورة على التصدي لأسلحة حديثة نقطة ضعف، ظهرت في قدرة طائرات شراعية بدائية على “تضليل” منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية لإسرائيل، وفق خبير عسكري.

 

وخلال عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس ضد إسرائيل، استخدمت، لأول مرة، طائرات شراعية اخترقت الحدود لمسافة 15 ميلا، وساعدت في إنزال المسلحين الفلسطينيين في قلب المستوطنات الإسرائيلية.

 

تسبب هذا في ذهول إسرائيلي؛ لأن الدفاعات الجوية لم تعترض طائرة واحدة؛ ما أعطى الفرصة لعشرات المسلحين المدججين بالسلاح للوصول إلى عمق إسرائيل، حسبما أعلنت وسائل إعلام عبرية.

 

 

و بالاطلاع على مقاطع فيديو نشرتها حماس، نجد أنّ الطائرة مكونة من أدوات بدائية للغاية، ونظام التوجيه فيها يعمل بالحبال، و مثبّت عليها محرك يشبه محركات الدراجات النارية.

 

عُميت أعين منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية الخاصة بالدفاع الجوي عن الطائرات الشراعية؛ لأنّ كل المنظومات الدفاعية في إسرائيل “غير مجهزةٍ للتصدّي لمثل هذه الطائرات”.

 

ويوضح الخبير العسكري، جمال الرفاعي بشيء من التفصيل:

هناك على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل نظامان دفاعيان أساسيان، هما “مقلاع داود” و”القبة الحديدية”، وهما إنتاج إسرائيلي بالكامل، و تصفهما تل أبيب بـ الأفضل في العالم.

عندما تم تصميم هذه الأنظمة كان الهدف الأساسي التصدي لأي هجوم صاروخي يأتي من غزة؛ فعلى مدار النزاع الإسرائيلي الفلسطيني كان الهجوم الصاروخي هو الوسيلة الوحيدة للفصائل الفلسطينية.

إسرائيل استخفّت بعقلية الفصائل، وفي المقابل كانت حماس تخطط و تجهّز لهجوم بطرق جديدة.

بالنظر لكيفية عمل أي منظومة دفاعية، نجد أن الرادارات تعمل على التقاط الإشارات اللاسلكية الناتجة عن حركة الطائرات، وعند رصد هذه الإشارات تتحرك الصواريخ لـ ضربها.

إذًا الترددات الناتجة عن حركة الطائرات والصواريخ هي التي يتم رصدها من الدفاعات الجوية، و مَن يستطيع إخفاء هذه الترددات يستطيع تجاوز الدفاعات الجوية.

بالعودة للطائرات الشراعية التي استخدمتها حماس، فإن الطائرة مصممة من أعواد خشبية و حديدية وخيوط التوجيه و محرّك بدائي للغاية، كان هدفه إعطاء الطائرات الشراعية قوة دفع للطيران عاليا.

اختار حماس بعد ذلك نقاطا عالية، و أطلقت عشرات الطائرات منخفضة التكلفة، ونقلت عناصرها إلى قلب إسرائيل.

في ذات الوقت، كانت هناك مئات الصواريخ التي أطلقتها حماس، و أشغلت القبة الحديدية بها، وهنا حدث الأمر كأنه تمهيد ناري لعبور آمن وتسلسل للمظلّيين.

المقاطع المنتشرة من داخل إسرائيل أثناء هبوط المظلات تظهر أن المستوطنين شعروا كأنه احتفال، ولم يتوقعوا أنه تسلل.

 

أعتقد أنّ المنظومة الدفاعية في إسرائيل ستشهد تطويرا للتصدي لمثل هذه المحاولات خلال الفترة المقبلة.

و أسفرت الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والفلسطينيين حتى الآن عن مقتل 700 في إسرائيل و370 في قطاع غزة، بينما أعلنت الحكومة الإسرائيلية رسميا حالة الحرب التي وصفها بأنها ستكون “حربا طويلة”.

 

كما أمرت وزارة الدفاع الأميركية مجموعة حاملة الطائرات الهجومية “يو إس إس جيرالد فورد”، بالإبحار لشرق البحر المتوسط لتكون جاهزةً لمساعدة إسرائيل، يرافقها 5 آلاف بحار وطائرات حربية وطرادات ومدمّرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى