(ديبلوبيا الأوطان في أرضِ العربِ )
( بقلمَ الأديبِ سامي رضوانْ عبدُ الوهابْ )
( جمهوريةُ مصرَ العربيةِ
محافظةَ البحيرةِ )
المرآةِ تعكسُ خيالَ الظلِ
الصورةِ تبدو معتمةً الشمسِ
في أفقِ السماءِ لمْ أكاد أراها
كأنَ يدي أصبحتْ أقدامي قدْ
ذكرتني طفولتي البريئةُ إنها
البراءةُ في عقدها الرابعِ
أربعونَ عامّ أبحثُ عنْ وطنِ
يا عزيزي لا تبحثُ لا تنتظرُ
أنتَ تعيشُ ديبلوبيا الأوطانُ
لا اسمَ لكَ لا عنوانَ طموحاتِ
أحلامٍ مزيفةٍ لوحاتٍ ورسوماتٍ
على الماءِ لا موسم للمطرِ نعمَ
ما زلتُ أبحثُ عنْ وطنٍ كانَ
القدرُ خيوطُ وأسلاكُ بها
أشواكً تلصقُ الجسدَ كرهتُ
الهجرةُ والسفرُ أحيا حياةَ العيرِ
في البيداءِ مطلقةً بلا قيودٍ
لا صاحب سوى الليلِ البعيدِ
وشعاعِ أملٍ قدْ تدفقَ منْ ضوءِ
القمرِ تبدو النجومَ قناديلُ
والسحبِ تنامٍ فوقَ خدِ الرياحِ
هلْ أمطرتْ السماءُ لا أشعرُ
برذاذِ القطرِ حينَ يسقطُ
والأرضَ جرداءُ تريدُ قتلَ الظمأِ
أينَ الجداولُ التي قدْ صورتها
لى الحياةُ ذكرتني بجدتي حينِ
تقصُ لي قصةُ( الغولْ والعنقاءِ )
تأخذني غفوةُ الليلِ أفق عندَ الأربعونَ
منْ عمري لا وجودَ لهما في دفاترَ
عقليٍ أسفاهِ لا أجدُ عقليِ ديبلوبيا
الأوطانِ تغتالُ عقولَ العقلاءِ تعكسُ
الملامحُ والصورُ تجعلني أرى جفافُ
النهرِ كأنَ البحارَ قدْ سجرتْ كأنَ
أحلامَ الفتى بداخلي قدْ بعثرتْ
والآنَ بعدَ الأربعونَ بألفِ عامٍ قدْ
مضى بعد عناءِ البحثِ عنْ هذا
الوطنِ وجدتْ لى منْ وطنٍ في
بطينِ أرضهِ مقبرةً تؤوي الرفاهَ
تحتَ الثرى بعد غربةِ ألفِ عامِ
وأربعينَ منْ العمرِ جئتُ محمولاً
إليهِ جسدا مغطي بالعلمِ وجناحي
ينزفُ منْ دمي فوقَ الدفاترِ والقلمِ
أفق حينَ لحظةِ وعندَ بابِ المقبرةِ
رأيتُ لافتةٌ كتبتْ عليها عبارةُ
ألفِ عامِ وأربعينَ منْ العمرِ ما زالَ
وطنكَ ينتظرُ
ديبلوبيا الأوطانُ في أدبِ العربِ