مملكة الحب و الألوان

زينة سليم سالم البلوشي

منذ زمن بعيد كانت هناك مملكة ذات ألوان جذابة و خيالية تدعى بمملكة “الحب و الألوان” كانت هذه المملكة مشهورة بجمالها الذي لا يضاهى و ألوانها الرهيبة و انوارها الساطعة التي تجعل الجميع ينسحر ببريقها و زهورها ذات الروائح الساحرة و التي تسحر كل من يلمسها و ألوانها الزاهية التي تسعد نظر من يراها و اصوات الطيور و تغريدات العصافير الذي يريح الفؤاد و يذيب الجليد و يخطف القلب و اجمل ما يميز هذه الممكلة هو قوة الحب التي تملئ قلوب السكان و كل شي في المملكة يعكس روح الحب و الألوان و التي تراها في منازلهم الملونة و ابتساماتهم العفوية و حبهم الظاهر

حكمت هذه المملكة الجميلة ملكة قوية و شجاعة و لديها حكمة عالية تدعى”اليزابيث” و التي عرفت بحبها لشعبها و الحرص على سلامتهم و توفير كل احتياجاتهم و كانت الملكة “اليزابيث” تؤمن بأن الحب لديه القدرة على تغير اي شي في العالم و مهما كانت صعوبته و كانت دائما تقول” بمجرد ان تحب احد فانت قادر على فعل كل شي من اجله و لن يوقفك شيئا ابدا تاكد من ذلك” و كانت دائما تسعى لنشر الخير و السلام و بث السعادة و الفرح لقلوب شعبها و في كل مملكتها و دائما ما كانت حريصة على ان تقييم حفلات و مناسبات للاحتفال بالحب و كانت دائما تحرص على ان تكون الحفلة مليئة بكل الالوان حتى تبدو و تعبر عن مملكتها و كانت تقول” الحب يعطي الحياة لون و لا حب يكتمل دون الوان تنير قلوبنا و تزيد من بهجتنا” و في هذه الحفلة يجتمع جميع السكان مع الملكة و يبدأون بالحديث عن مشاعرهم و قصص الحب التي لا تنتهي و يقومون باللعب بالألوان و غيرها

في أحد الأيام جاء الى المملكة ملك شاب في غاية الجمال ومنتهى الوسامة يدعى”هنري” لقد جاء من مملكة بعيدة جدا تدعى بمملكة “النور الساطع” و كانت مشاعر”هنري” مليئة بالحزن و اليأس لانه فقد اهله منذ 3 سنوات و لم يتبقى له احد في الحياة و على الرغم من ذلك الا انه شابا طموحا للغاية و يملك شجاعة و قوة عظيمة عندما وصل الى مملكة “الحب و الألوان” شعر بشعور غريب و بدأ يمعن النظر في سكان المملكة و الألوان الجميلة التي تسر النظر و تبهج القلب و ترد الروح فبدأ يكتشف جمال المملكة دون توقف و قرر البقاء في المملكة لفترة من الزمن و اكتشاف سر هذه المملكة الرائعة

ذهب “هنري” الى قصر “اليزابيث” للألتقاء بها فهو سمع عنها الكثير و شعر بالفضول لاكتشاف من تكون هذه الملكة العظيمة و عند وصوله الى قصرها رحبت “اليزابيث” بقدومه و استضافته بطريقة لائقة و لبقة جدا و بدأ يحدثها عن روعة مملكتها و انها نالت اعجابه و سيطرت على مشاعره و قدم شكره لها لاستقباله و الترحيب له بحرارة و اخبرها بأن مملكتها تتمتع بجمال لا يضاهى و شبه مملكتها بالجوهر الثمين الذي يبث للقلب سعادة عامرة لمن يمتلكه

بعد مرور الوقت بدأت تتكون علاقة صداقة بين الملكة”اليزابيث” و الملك”هنري” و بدأت الملكة تتحدث معه عن قصص الحب التي شهدتها و كيف كونت هذه المملكة و كيف نشرت الحب في كل ارجاء المملكة و كانت حريصة على ان تكون مملكتها اجمل و اروع و انقى الممالك في العالم و بدأ هو يحدثها عن مأساته و كيف فقد والديه و كيف سيطر الحزن عليه و طالت الأحاديث بينهما و يوما عن يوم بدأت مشاعر غريبة تسيطر على قلب”هنري” فكلما كان يرى “اليزابيث” تتسارع نبضات قلبه و كذلك بالنسبة لها و لكن الى الان لم يصرح اي منهما بمشاعره تجاه الاخر

بعد مرور شهر قرر”هنري” ان يصارح “اليزابيث ” بمشاعره و ما ان اتت اليه قال لها” يا ملكة قلبي …. و سعادتي … قد سيطر حبك على قلبي…و بت لا استطيع ان اتحكم بمشاعري اكثر….فالكتمان قد ارهق قلبي ….و انا اليوم اصارحك …. و اخبرك بانني احبك… و احب تواجدك بقربي… هل تقبلين ان تصبحي ملكة في قلبي؟..” و ردت عليه و الدموع في عيناها قبلت بك ملكا لقلبي و انا ايضا احبك و هنااا بدأت قصة حبهم و كان للمملكة دور كبير في ذلك لانه المكان الذي يسوده الحب من ياتي اليه سيتعلم كيف يحب

و على الرغم من ذلك الا انه لم يكن كل شي يسير بسلاسة فقد كان هناك شخص اخر يدعى”ويليام” و هو ملك في احدى الممالك المجاورة لمملكة”الحب و الألوان” و التى كانت تدعى مملكة”السواد” و كان يسعى لتدمير المملكة و السيطرة عليها بالكامل و دائما ما كان يحاول جاهدا لنشر الخوف و القلق و الكراهية و الحقد لانه يعتقد ان الحب من الممكن ان يجعل المحب يبدوا ضعيفا و منهزما و كان يخطط على كيفية السيطرة على الملكة و دائما كانت مخططاته و مؤمراته تفشل و على الرغم من ذلك الا انه لم يستسلم و كل ما يريده هو القضاء على الحب الموجود في المملكة و ان تكون المملكة ملكا له حتى يستطيع فعل ما يريد

و في احد الايام و بينما كان “هنري” و “اليزابيث” يقضيان وقتا في الخارج و يستمتعان بمناظر المملكة اذا بهم يسمعان احد الرجال و هو يتحدث مع صاحبه عن كيفية تنفيذ الخطة التي اخبرهم بها ملكهم”ويليام” و كيف يمكنهم نشر الفتن بين الناس و كيف يمكنهم اقناع جميع هؤلاء السكان بأن الحب الذي يشعرون به ما هو الا مجرد وهم و مشاعر مؤقته غير دائمة و هم يتحدثون عن كل هذا قررت “اليزابيث” السيطرة على الموضوع باسرع وقت ممكن و اخبرت “هنري” بانها ستقوم بتنظيم حفلة و تتحدث فيها مع شعبها و تتكلم عن الحب ووافق “هنري” على كلامها ثم عادوا مسرعين للقصر

و من ثم طلبت من الحرس نشر موضوع الحفل في المملكة و انه يجب على الجميع الحضور لانه الحفلة مهمة

و بعد يومان تم تنظيم الحفلة و تم جمع جميع الشعب و بدات”اليزابيث” تتحدث مع شعبها عن ان اساس المملكة هو الحب و الحب لا يمكن ان يكون ضعفا او وهم و انه شعور جميل يجب على الكل الشعور به و لا تثقوا بمن يخبركم بان الحب من الممكن ان يكون ضعف و بدأت الاحتفالات في الحفلة و بدأت القصص المعتادة و الضحكات الجميلة و الألوان الرائعة و عندما علم “ويليام” بأمر الاحتفال اشتاط غضبا فخطته على تدمير المملكة لن تحصل اذا ازدادت روابط الحب بين الشعب و الملكة فقرر ان ينضم معركة هجومية و يعلن الحرب على المملكة و بعد انتهاء الحفل طلبت الملكة من احد الحراس ان يذهب للمملكة “السواد” حتى يستطيعون معرفة كل الامور التي يتم التخطيط لها من خلفهم

و بعد مرور 2 شهران اتى الحارس المكلف بالتخفي في مملكة “السواد” مسرعا الى ملكته و اخبرها بأن “ويليام” يخطط للهجوم على المملكة و السيطرة عليها بعد 3 أيام فركضت الملكة الى الملك”هنري” و اخبرته بذلك فاخبرها ان سيعود الى مملكته”النور الساطع” و سيجلب جيشه الخاص و وافقت على اقتراحه و ذهب “هنري” الى مملكته مسرعا و بعد وصوله الى مملكته قام بتجهيز جيش كبير جدا و ما ان انتهى من تجهيز الجيش عاد متجها الى حبيبته الملكة”اليزابيث”

بعد يوم شاق ل”هنري” وصل الى مملكة”الحب و الألوان” و طلب من جيشه ان يحرص المكان و ان يتوزعوا و ذهب هو لمقابلة حبيبته و من ثم ذهب للنوم و في الصباح التالي استيقظ كلا من الملكة و الملك و بدأو يخططون في كيفية القضاء على ” ويليام” و بعد مرور ال 3 ايام اتى جيش”ويليام” و هم على اتم الاستعداد للمواجهة و كانت علامات الانتصار و الفرح تسيطر على وجهه “ويليام” فهو لم يكن يعلم بأن المملكة على علم بشأن الهجوم الذي سيشن عليها

و ما ان وصل حتى صدم مما راى فكان هناك من يلقي السهام و النيران عليهم و مات عدد كبير من جنود و سقط هو ايضا ميتا و هنا انتهت المعركة بفوز مملكة”الحب و الألوان” و عم الحب في المكان و تم الاحتفال بهذا الانتصار العظيم

و بعد مرور الوقت طلب “هنري” يد”اليزابيث” للزواج فوافقت على طلبه بكل حب و تم الزواج و الاحتفال بزواجهم و كانت الحفلة كبيرة للغاية حيث انه تم حضور عدد كبير سواء أكان المدعوين من المملكة ذاتها ام من مملكة “النور الساطع” و هنا نهاية مملكة الحب و الألوان ولنعلم ان الحب هو الذي يفوز دائما و الخير هو من ينتصر على الشر.