استحالة إيجاد السلام في حكم نتنياهو

هل فقدت الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على إسرائيل؟..هل انقلب السحر عليها؟.. بعد ما توحش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وظهرت حالة النرجسية والغرور التي تملكته الآن والتي ظهرت في رفضه لرغبة الكونغرس لضرورة وقف إطلاق النار، وتمرد نتنياهو، أمام دعم بايدن له وتعاطفه مع إسرائيل في حربه ضد حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
فشل الرئيس الأمريكي في الأيام الأخيرة في كبح جماح نتنياهو، بعد أن تجاهل نتنياهو تحذيرات بايدن، مما أدى إلى انقسام داخل الولايات المتحدة مع الاستمرار بالمطالبة بضرورة وقف إطلاق النار.
ظهر تجاهل نتنياهو للأمريكيين، وعدم سماع أصواتهم، في الوقت الذي طالب فيه 68 بالمئة من الأميركيين بوقف إطلاق النار، وطالب ما يقرب من 40 بالمئة الرئيس الأمريكي بايدن أن يعمل “كوسيط محايد” وتخليه عن الدفاع عن إسرائيل.
في نفس الوقت لا نستطيع أن نتجاهل الغضب الذي تشعر به الدول العربية وخارجها إزاء الخسائر البشرية التي تعدت حدود الإنسانية والتي مارستها إسرائيل في حربها ضد غزة بكل الطرق والوسائل المنتهكة لحقوق الإنسانية وممارسة ابشع جرائم الحرب المحرمة دوليا، مما أدت إلى خسارة الرئيس الأمريكي والدول الغربية الحليفة لإسرائيل، دعم العالم العربي والإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد استمرار القصف ورفض نتنياهو الاستماع لصوت المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار ، ظهر الهدف الأول له وهو الاحتفاظ بالسيطرة على غزة لأجل غير مسمى، ورفض حل الدولتين، وهذا يؤكد أن طالما بقي نتنياهو في السلطة، سيواجه بايدن والقادة الغربيين تحديا مستمرا في القدس، مما يطيل أمد المعاناة في غزة، ويضر بمصداقيتها في الداخل، ويضر بمصالحهم في الخارج، ويشكل خطرا دائمًا بحرب أوسع نطاقا.
وسواء كان السؤال هنا عن مستقبل غزة، أو الدولة الفلسطينية، أو التهديد الإيراني، أو الحكم الديمقراطي الصادق، فإن نتنياهو يشكل عائقاً، الآن أكثر مما كان عليه قبل الحرب.
واليوم ناقش الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ نتيجة اشتداد القتال في غزة وارتفاع عدد القتلى المدنيين، و كيفية تهيئة الظروف لتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، وليس من الواضح أن الكونغرس، سيتخذ قرار في شأن تقييد المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة ، مما دفعت الديمقراطيين إلى إجراء مناقشات مماثلة حول شروط المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وإذا تحولت المحادثات إلى إجراء تشريعي، سيزيد الضغط على البيت الأبيض، ويجبر بايدن على تخفيف دعمه لإسرائيل، وهذا من شأنه أن يرضي التقدميين في الكونغرس الذين يطالبون الولايات المتحدة وقف إطلاق النار، ومؤخراً صرحت نائبة الرئيس كامالا هاريس: “لن نفتعل أي شروط على الدعم الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل للدفاع عن نفسها”
وفي السطور التالية نتعرف على كم الدعم الأمريكي الذي تتلقاه إسرائيل سنوياً:
تتلقى إسرائيل نحو 3.8 مليار دولار سنويا من الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل أنظمتها العسكرية والدفاعية الصاروخية، وأقر مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون في وقت سابق من هذا الشهر مشروع قانون مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار، مما هدد بايدن باستخدام حق النقض عليه لأنه لم يتضمن دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا ، لهذا من غير المرجح” أن تضع الإدارة شروطا على مساعدتها لإسرائيل.
والآن تواجه إدارة بايدن ضغوطا متزايدة للرد على تصرفات إسرائيل، وتحديدا بعد هجومها على مستشفى الشفاء بغزة وتدميرها بالكامل، مما جعلت الولايات المتحدة الأمريكية ، تجري محادثات مستمرة مع الحكومة الإسرائيلية بشأن إمكانية إنشاء مناطق آمنة في جنوب غزة هدفها أن تسمح للمنظمات الإنسانية بالعمل بحرية أكبر بعيدا عن تبادل إطلاق النار، وهناك أيضا محادثات جارية بين إسرائيل وحماس حول وقف إطلاق النار، على الرغم من أن هذه المحادثات قد فشلت في الأيام الأخيرة.
مازلنا نترقب صعود الأحداث الأيام المقبلة لنعرف من سينتصر في النهاية ويرضخ للآخر..هل هو الطرف الأمريكي أم الصهيوني المحتل ؟ وهل يلتزم البيت الأبيض الصمت أمام حليفة الصهيوني أم أنه سيختار مناصرة مصالحه الشخصية في المنطقة..سنجد إجابات لكل هذه الاسئلة في الأيام القليلة المقبلة .