Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

كيف تعيش حياتك بدون تفكير

نعيش الحياة بلحظات متشابهة في عتمتها، ونظنّ خلالها وكأنّ كل الأشياء من حولنا يضطرب، ويتنافر، وكأنّ الوقت يلتهم ما يمر به بطريقة سيئة يخلّف الكثير من الفُتات، فتتلبّسك حالة من الهلع المفاجئ وصوت داخلي يخبرك بأنّك في طريقك إلى شيءٍ مخيف يقتربُ يومًا بعد يوم، أو أنّ شيئًا سيّئًا سيحدث، وكأنّ ذلك العضو الذي يطلق في داخلك خيوطًا ملوّنة تشدّك إلى صدر الحياة بقوة قد انزلق منك، أو أنّك فقدت قواك حينما يشدّك الحماس، وتتجمع الألام في أناملك حين تكتب ، اوترسم أو تقرأ.. وكأنّه الموت الذي يتحدثون عنه نفس العتمة، نفس الصّمت، نفس البرودة، مازال الزمن يمرجحك مع الأيام وما زلت تتنفس الأكسجين وتشرب الماء، ربّما ما زلت تحس في صوتك بحة وأنت ما زلت كما أنت. لا تضيّع الأوقات في الأمنيات والحسرات. كلما رايت صديق ناجحا وقفت متحسرا متمنيا ان يكون هذا النجاح لك ثم لا يلبث أن يبدأ مسلسل التأفف والتبرّم شاكيا حظك وعدم إنصاف الناس لك.. إذ لم تغيّر مابدخلك فلن يتغير وضعك وأحوالك ..

 

ينتهي عام ويأتي عامٌ آخر، وبين ما مضى وما هو آتٍ، عامٌ يضافُ إلى حصيلة أعمارنا، لا نملكُ منه شيئًا سوى تقليب دفاتر الأيّام بحلوها ومرّها، بألطاف الله الخفيّة التي طوّقتنا دون إدراكٍ منّا. نقف عند تلك الحافّة الحادة، نتأرجح بين ما اخترناه بملء إرادتنا، وما كنّا مرغمين عليه. عند تلك الحافة الحادّة كحد السيف، نستقيم لنراجع حساباتنا، فنتمنّى لو أنّ لنا القدرة على الابتعاد قليلاً عن مسرح الحدث والوقوف في الزاوية لرؤية المشهد بوضوح، لنتأمّل كلّ الأحداث التي دارت من حولنا، كأننا نرى أنفسنا من زاويةٍ أخرى غير زاوية الذّاتِ التي تعوّدنا عليها، لنعود بعدها فنحاول بشكل جدّي جمع أجزائنا الناجية من جشع الزمن ونشكّل منها ما أبصرناه لحظة غادرناها..أو ربّما الهروب بعيدًا عن مكانِ تواجدنا، في محاولة بائسةٍ للفرار منّا، لاستنشاق الهواء النقي فنتذكّر كلّ تلك اللحظات الصعبة حين خذلتنا أجسادنا، فتداعت فيها مقاومتنا، وانهارت مثل بناية قديمة دون سابق إنذار، في لحظة الانهيار تلك، حين فقدت أرواحنا بوصلتها، حين فقدنا إحساسنا بالواقع، وتشوّشت رؤيتنا، تسارعت نبضات قلوبنا، فشعرنا بألمٌ لا يطاق في الصّدر وكأنّ صخرةً تسحقه أو أنّ جبلاً يجثم عليه…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى