شيخة الدريبي
الإحتفال بمختلف المناسبات التى تمر بنا له هدف ليس فقط من أجل الإحتفال لأن ميعاد المناسبة قد حان لكن المناسبات تمثل الاستمرار وكسر لروتين الحياة الجاد الذى أصبح سمة حياة كل واحد منا. والمناسبات والإحتفال بها هى علامة للانتصار على الأوقات الصعبة التى نمر بها وأننا بوسعنا أن نجتازها وننساها حتى لا تسبب لنا الضغوط التى تترجم فى النهاية إلى اضطرابات ومشاكل نفسية قد يصعب على البعض التغلب عليها .والمناسبات لها أهمية في حياتنا من أجل الصحة الجسدية.و الصحة العقلية.وتقوية أواصر العائلة من خلال الاحتفال بالمناسبات.ولتقوية أواصر المجتمع.كذلك تدعم مفهوم الذات عند الشخص.وتعكس ثقافة الشعوب. والاحتفال بمختلف المناسبات يمدنا بالقوة التى تجعلنا نستمر فى الحياة وأن نتحمل مصاعبها كما أنها باعث على الأمل الذى لابد وأن يملأ حياتنا .فكلمة الاحتفال فى حد ذاتها تعكس الصحة النفسية والجسدية، وتعكس التفاعل الاجتماعى الذى يتم بين الجماعات الاجتماعية سواء بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين أفراد المجتمع كما تعكس التفهم الواعى للنفس وما تحتاجه من أوقات عمل وأوقات ترفيه ..
وليس بالضرورة أن يمثل الاحتفال عبء مالي من أجل الاستمتاع بالمناسبة أو يُكلف مبالغ مالية كبيرة . لكن الاحتفال فى حد ذاته حتى لو كان بسيطاً فهو تعبير عن التجدد وكسر لرويتن الحياة وتقوية أواصر العلاقات الاجتماعية بمختلف أنواعها.والاحتفال فى حد ذاته معناه الشعور بالفرحة والابتهاج، والشعور بالسعادة مفيد لكل إنسان، لأنه فيها نشاط وتبادل للأحاديث والضحك وفى نفس الوقت الإثارة، واللعب فالضحك يفتح ممرات الهواء، ويخفض ضغط الدم، ويعمل عى إرخاء العضلات، ويفتح شهية الإنسان ويكون الإحساس بالألم شبه منعدم.. كما أن أهمية المناسبات للصحة العقلية فى حياتنا لابد من النظر إلى الحياة نظرة تفاؤلية وليس تشاؤمية .والتفاؤل يساوى الإيجابية، من خلال المناسبات التى تمر بنا.كوننا كائنات اجتماعية نشعر بالسعادة أكثر عند التفاعل مع الآخرين، فأثناء الاحتفال ببعض المناسبات مثل ألأعياد أو الزواج فإن أكثر من جيل فى أفراد العائلة الواحدة تتجمع من الجدود والأبناء والأحفاد ..
كما أنه يتم سرد الذكريات التى يتوق لسماعها الصغار والتى توطد من خلالها العلاقة الاجتماعية داخل العائلة، كما أن سرد الذكريات يشعر الشخص بالمتعة لتذكر الأوقات الجميلة.. كما أن الاحتفال يُذكر شريكى الحياة الزوجية بالأيام الجميلة التى مرت بينهم وبالأيام الصعبة التى تخطوها سوياً مما يعمق العلاقة فالاحتفال بمختلف المناسبات دعوة للتأمل لمعرفة ما هى الأهداف التى تم تحقيقها فى حياة كل فرد وبمدى أهميتهم والمجهود الذى بذلوه من أجل الوصول إلى الحياة السعيدةالآمنة كما أن الراحة والمتعة التى تميز المناسبات تكون مصدر للقوة لإكمال الحياة حتى لو كان هناك افتقاد للطاقة .. فهى تجددها من أجل الاستمرار.وتقوية العلاقات تكون من خلال مشاركة الأوقات السعيدةفالحياة دائماً تتبدل ما بين الأوقات السعيدة والأوقات الحزينة وهذا يتيح للإنسان فرصة ليفكر كيف تسير حياته لاحقاً وهل هو بحاجة إلى التغيير أم أنه يسير فى الاتجاه السليم فالتفكير هو غذاء النفس الداخلية. فالمناسبات ليست مجرد حفلة أو وقت للمرح لكنها توضح للشخص أن له أهمية فى الحياة، وأن رحلته فيها لها معنى بكل ما يمر به…
