الكاتب فايل المطاعنى
ضحك محمد ، برغم مايبدو عليه من قلق ،وخوف ولكن جذب صديقه من يده ،واغلق الباب بهدوء ثم قال لصديقه عمر،
محمد: عمر ممكن تكون جدي شوي ،ثم اكمل حديثه:بالفعل انا في ورطة كبيرة ،ما اقدر ابوح بهذا الحب ،لأحد غيرك ،ليس خوفا على نفسي ،ولكن خوفا على اهلي ،وانت تعلم ماذا اقصد ،فعائلة الكوس،ليست عائلة عادية ،فهم عصب هذا البلد ،هم تجار من زمان بعيد ،ومنهم وكلمة منهم اذا غضبوا،كفيلة بفتح أبواب جهنم.
وهنا فتح عمر نافذته المطلة على الواجهة البحرية وقال موجها كلامه الى محمد
عمر:تذكر لما كنا طلبة ،نجلس على الشارع البحري،وكل واحد منا ،يحلم بفتاة أحلامه ،وفجاة انت شاهدت ضوء شمعة يضئ من أحد الشقق المطلة على الشارع البحري،فقلت لي:اتمني فتاة أحلامي تضئ لي شمعة ،تشعلها من اجلي وتجلس تفكر بي ،كانت احلامنا بسيطة متواضعة.
محمد : كنا نريد فتاة أي فتاة بيضاء ،سمراء أو حتى خضراء ،المهم فتاة والسلام .
تذكر لما كنا بالسكن الجامعي ،ووجدت أمام غرفتي قطة سوداء فقلت لك:انظر يا عمر أنا محسود،وهذا الدليل
فقلت لي ساخر :انت حاسد نفسك فكر بمنطق ،لماذا النساء يهربوا منك ،أسلوبك المنفر، وسكت عندما لمح تأثر صديقه واضاف قائلا بعد أن وضع يده على كتف صديقه:المهم ، ماالذي جعلك تفكر،في أبنة الكوس،لتكون شريكة لحياتك التعسة، ايها الاحمق ،أبنة الكوس شبيهة الريح★
أنصحك كأخ ، أن تبتعد عنها ،فهؤلاء من الطبقة المخملية ،أنما انت وانا نحاول أن يكون لنا ظل،تحت شمس عمان الحارقة ،فلا تفجع اهلك بك،فبكلمة واحدة من الكوس الكبير كفيلة بأن تذهب بك خلف الشمس مباشرة واضاف عمر هامسا : اعقل يا صديقي
وقاطعه محمد :حاولت قدر الإمكان أن لا اشغل نفسي الا بالمهمة التي جئت من أجلها ألا وهي تعليم ابنتهم، ولكن فجأة وجدت نفسي ،احبها لا اعلم كيف حصل ذلك ولكنه حصل ،والآن جئت اليك لكي تساعدني.
واقترب من عمر وقال :انت ذو ثقافة عالية،لسانك ينقط عسل مثلما يقول المثل عندنا قائلها ضاحكا.
وأكمل قائلا: يكفي انك خريج السوربون..اشهر جامعات فرنسا،ثم قال مستدركآ محاولا أن يغري صديقه بمقابلة الفتاة : طيب يا عمر انت قابلها وبعدها احكم ،انا راح اعزمك على الغداء،في مطعم( الانعام ) وايضا سأعزمها ،وسوف أقدمك لها بأنك صديق طفولتي،وبعدها قل رايك .
ثم وكزه بيده ضاحكا : يا أخي فرصة، تتعرف على بنات الطبقة المخملية★ وضحك الاثنان
★★★★★★
منى الكوس
تعرض عمر لوعكة صحية، وأدخل على أثرها، المستشفي، وكان معه صديقه محمد كمرافق.
وفي اليوم الثالث، هاتفه المتحرك يرن نظر عمر إلى هاتفه فأستغرب من رقم المتصل ،إنه رقم دولي و من المغرب.
فأخذ هاتفه بسرعة وهو يقول.
عمر: السلام عليكم
المتصل :وعليكم السلام
من معي
صوت، نسائي جميل، فيه ترف ونعومةو بحة زادت من جمال الصوت.
لم ينطق عمر فقد اندهش من جمال الصوت و من مصدر الاتصال ولكن المتصلة كررت قائلة
المتصل: السلام عليكم، حضرتك المحامي عمر عبدالله
عمر متفاجئ
: نعم أنا من معي
ومن خلال صوتها بدأ عليها الارتباك فقالت معتذرة
الصوت: المعذرة مسيو عمر ،انا مرتبكة أنا منى عبيد وإضافة مبتسمة ولكن في حياء
اقصد منى الكوس
قالتها بأدب ،ظل عمر حائرا قبل أن يتكلم ،وكأن أحد قد القي على وجه بماء بارد في أوج برودة الشتاء، شلت جميع أطرافه.
منى الكوس: مسيو عمر أنت معي؟
ظل عمر حائرآ مرتبك لا يتكلم ولكن أنفاسه تسمعها من خلال سماعة الهاتف
منى : استاذ عمر
أنت معي
وبعد جهد استطاع عمر أن يسيطر على نفسه وقال: نعم معك.
وضرب بيده طاولة الطعام الصغيرة وقال: سامحك الله يا محمد هل كان من الضروري أن تعطي هذه الغيداء رقم هاتفي ،لتشعل بصوتها الجميل صيف عمان الحار، وتجعله يتحول الى لهيب من النار !
وبدأت الفتاة بالحديث بعد أن سمعت رد المحامي عمر
منى الكوس: الحمدلله على سلامتك، اخبرني الاستاذ محمد بانك مريض، فقلت اتصل عليك لكي اطمن عليك ، ومنها أعزمك وسكتت لحظات ثم أضافت وكأنها تجذبه بقبول الدعوة
علمت انك تحب الاكل المغربي.
هل لديك مانع ،ان تزورنا في المغرب نحن نقضي الصيف بالمغرب وتذوق طبخنا ثم سكتت وبعدها اضافت:
والدتي مغربية، والدتي ستفرح كثير بك سيدي.
عمر حاول أن يتماسك، وبدأ يستوعب اللحظة وأخذ زمام المبادرة قائلا:
عمر :ان شاء الله فى أقرب فرصة، ساقوم بزيارة للمغرب ، وان شاء الله راح نتواصل وبعدها قال بالفرنسية: Merci princesse
فردت عليه منى : De rien
وبعد ان انهت المكالمة جال سؤال في خاطرها أو لحظة اعجاب خاطفة:ماشاء الله عليه يختلف تمام، عن صديقه، محمد،يتكلم بأدب، هادئ، لم اشعر من خلال كلامه أنه متهور
شخص متزن ليس متسرع وصوته جميل، أحست منى بالراحة وهي تتحدث مع عمر عبدالله.
وأمسكت وردة كانت بجانبها واخذت تحدثها :بصراحة ارتحت له ثم همست للوردة: لا ادري ما هذا الشعور الذي بدات أشعر به هذه اللحظات، لا ادري.
يتبع.. معاني الكلمات ★الطبقة المخملية :هي طبقة الأمراء والطبقة التي بعدها تسمي الطبقة الأرستقراطية :طبقة النبلاء وكبار التجار
: Merci princesse/
شكرآ لك ايتها الاميرة
De rien:
