قراءة في رواية أعراس آمنة للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله (الجزء 1)

رواية (أعراس آمنة، 2004م) هي إحدى روايات مشروع الملهاة الفلسطينية وهو مشروع سجل فيه الشاعر والكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله شهادات كبار السن حول القضية الفلسطينية. كي لا تُنسى، كما أنه حاول رسم صورة للحياة الإنسانية في الحقبة التي سبقت النكبة عام 1948 بقرنين، وصولًا إلى انتهاكات الجيش الإسرائيلي في العصر الحالي، وذلك من خلال مجموعة من الروايات منها: طيور الحذر(1996) وطفل الممحاة(2000م) وزمن الخيول البيضاء، (2007م) وقناديل ملك الجليل(2011م) وغيرها.

عنوان رواية أعراس آمنة يلقي شعورا بالفرح والبهجة في نفس القارئ، فهو يوحي بوجود أعراس وثوب أبيض وزغاريد، وتجمعات عائلية مليئة بالسعادة، لكن عندما يشرع بالقراءة يجد أي الأمر مختلف كليًا عن هذه الصورة الجميلة، لأن هناك أعراس يُلبس فيها كفن أبيض، تُزف بها أجساد الشهداء، وفقدان أحباب، وزغاريد من نوع آخر تختلف عن تلك الزغاريد التي نسمعها في الأعراس، هي زغاريد لقهر المحتل تحمل الوجع والحزن.

تصور الرواية حياة المواطنين الفلسطينيين في ظل الحرب، تحديدًا في مدينة غزة. يحيط بهم الموت من كل اتجاه، لا يستطيعون أن يعيشوا بسلام، ولا يملكون رفاهية المشاكل الصغيرة.

تتبادل سرد الرواية شخصيتان: الخالة آمنة ورندة. الخالة آمنة امرأة تعمل في مركز لتأهيل المصابين، استشهد جميع أفراد أسرتها، لكنها تحاول أن تتجاهل ذلك، وتصر على أن تتحدث إليهم كأنهم نائمون يرفضون الاستيقاظ. تحارب الاحتلال بالأمل وتحاول صنع أفراحها، وإن كانت وهمًا. أما رندة فهي صحفية تائهة لا تعرف هل هي رندة أم شقيقتها التوأم لميس. تشارك رندة جارتها الخالة آمنة أفراحها التي تريد أن تقيمها، فالخالة آمنة تريد طلب يد لميس لابنها صالح، فتسايرها رندة حتى تهرب من مواجهة الحقيقة المُرَّة لكليهما، وهي استشهاد توأمها لميس وكل أفراد عائلة الخالة آمنة

يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى