هل يمكننا أن نفعل شيئًا من أجل نصرة إخوتنا في فلسطين؟


روان محمد الهتاري
يتبادر هذا السؤال إلى الذهن خصوصًا بعد الأحداث الأخيرة التي بدأت في السابع من أكتوبر في غزة، العالم كله خذلهم ودعم الكيان الصهيوني رغم أن الحقيقة صارت واضحة للعالم أجمع، والأمة العربية للأسف الشديد في ذل وهوان، فهل حقا نستطيع؟ نعم، نستطع فعل أشياء من أجل نصرة إخوتنا في غزة، ربما نحن عاجزون عن أي تدخل عسكري، لكننا لسنا عاجزين عن مساندتهم بعدة طرق أهمها تقوى الله، ومجاهدة النفس على ترك المعاصي والاستغفار في حال الوقوع فيها، والمجاهدة على أداء الطاعات، قال تعال: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) [سورة الأنفال: 45] يجب أن نلجأ إلى الدعاء والذكر والقرآن والصلاة، فما تسلط علينا أعداء الله إلا لأن الفساد انتشر في البر والبحر أسأل الله السلامة والعافية.
المقاطعة من الوسائل الداعمة لأهالينا في غزة، على الرغم من أهمية هذه النقطة إلا أنها كشفت لنا إلى أي درجة بلغت نفوسنا من الضعف والهوان، والاستعباد، فقد عجز كثير من الناس عن مقاطعة قهوة أو شوكولاه أو مشروب غازي!! منتجات تذهب أرباحها لدعم جيش الاحتلال بالسلاح لقتل المدنيين فكيف لا نقاطعها؟ هل وصلت بنا الهشاشة النفسية أن نتعلق بكل ما يأتي إلينا من الغرب! ربما تكون هذه الحرب بمثابة صحوة من الغفلة التي نعيشها منذ زمن طويل، ربما كانت حكمة الله من هذه الأحداث أن تتحرر هذه النفوس الغارقة بالشهوات من كل ما تظن أنها لا تستطيع الاستغناء عنه، وأولى خطوات التحرر هي تحرير النفس من التعلق بأي شيء سوى الخالق عز وجل قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) [سورة الرعد:11] جميعنا نحفظ الآية الكريمة لكن لا يعمل بها حقًا إلا قليل.
هناك من يعتقد أن لا جدوى من المقاطعة، وهل ستحرر فلسطين عدم إنفاق بعض الريالات نشتري بها قهوة؟ نعم هذه الوسيلة مجدية، تخيلوا كم ستتكبد شركات مثل بيبسي من خسائر اقتصادية بعد قيام شريحة كبيرة من المستهلكين بمقاطعتها؟ وقد تكون هذه وسيلة ضغط حتى تتوقف عن دعم جيش الاحتلال، والأهم من ذلك أننا مكلفون بالقيام ولو بشيء يسير لإخواننا، حتى لو لم نجنِ ثمار ما نقوم به فهذا ليس من شأننا، الله يحاسبنا على أعمالنا لا على النتيجة، سيحاسبنا الله هل قمنا بواجبنا حسب ما هو متاح لنا أم لا، لن يحاسبنا على الجهاد أو التدخل العسكري فهو سبحانه يعلم أن لا حيلة لنا في ذلك، ولكن سيحاسبنا على ما نقدر عليه من مجاهدة النفس على الشهوات ومقاطعة ما يدعم المحتل، وإيصال رسالة إخوتنا قدر المستطاع.
آخر وسيلة أعلمها هي مواقع التواصل الاجتماعي، استمروا بنشر المقاطع التي توثق جرائم الاحتلال ولا تيأسوا ولا تعتادوا أبدًا فوسائل التواصل الاجتماعي لها تأثيرها الكبير في كشف الحقيقة التي يحاول الصهاينة إخفاءها وادعاء أنهم ضحايا، كلنا رأينا ما فعلته مقاطع صمود أهل غزة في قلوب مؤثرين في الغرب من بحث صادق عن هذا الدين العظيم الذي منح الشعب الفلسطيني الطمأنينة والرضا، كما أن حقيقة إعلامهم المشوه للحقائق صارت واضحة عندهم، انصروا إخوانكم بكل ما تقدرون عليه مهما كان بسيطًا، فرب كلمة أو مقاطعة مشروب غازي لا نلقي له بالًا، يجعل الله فيه مخرجًا عظيمًا.