Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار الفنية

النادي الثقافي يستضيف أمسية “أناشيد الحب والانتصار” دعمًا لصمود الشعب الفلسطيني

عيسى بن عبدالله القصابي _ مسقط

عيسى بن عبدالله القصابي _ مسقط

استضاف النادي الثقافي بسلطنة عمان أمسية فنية بعنوان “أناشيد الحبّ والانتصار” والتي نظمتها جريدة الرؤية، وذلك بمشاركة عدد من الشعراء والملحنين والعازفين بجانب فرقة الزاوية للسماع العرفاني.

هدفت الأمسية إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يئن تحت ويلات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي المحتلة، وتأكيدًا لمساندة ومؤازرة الشعب العماني لشقيقه الفلسطيني.

وانطلقت الأمسية بكلمة ترحيبية قدمها الدكتور ناصر بن حمد الطائي أكد خلالها على أنه “لا يختلف اثنان اليوم، على أنّ “طوفان الأقصى” غيّر تاريخ ومسار الصراع العربيّ الفلسطينيّ مع الكيان المحتلّ الغاصب. واليوم، وبعد أكثر منْ 100 يومٍ من القصف والدمار والخراب، بدعمٍ فاضحٍ من الدول الغربية، سقطتْ أقنعة العدوّ وحلفائه، ممّن يتشدّقون بالديمقراطية وحرية التعبير والحقّ في الحياة، لتأتي محاكمة هذا الكيان الواهي في “لاهاي” بقيادة جنوب إفريقيا، بمثابة نقطة تحوّلٍ تاريخيّةٍ تعرّي أيديولوجيّة وفكر هذا الكيان ومؤيّديه”.

وأضاف: لقد برزتْ الصهيونية البغيْضة كحركةٍ بشعة تشوّه الأديان، وتسْتبيح قتل النساء والأطفال، وتدعو للتفْرقة والتمييز بيْن الأعراق، وتخْلق نعراتٍ مسْمومة الأهداف منْ خلال جيْشها الجرثومي. وما حربهم على الثقافة والعلْم سوى جزءٍ منْ هذه السّياسة التي تقتل الفكر وحرية التعبير، ليبْرز ناجي العلي، وغسان كنفاني، وماجد أبو شرار، وشيرين أبو عاقلة، وليس آخرهم حمْزة الدحدوح، كأمثلةٍ دامغةٍ على اغتيال الفكر الفلسطينيّ المقاوم بتستّرٍ غربيٍّ فاضح”. وتابع أنه أمام كلّ هذا الدّمار والخراب، يظلّ الموقف العمانيّ الداعم هو النور القادم منْ نهاية النّفق، بأنّ هذه القضية لنْ تموْت، وستظلّ باقيةً بقاء الروح أجيالًا تسلّمها لأجْيال.

وأكد الطائي في كلمته “إنّنا في عمان، وطوال مسيرة نهضتنا المباركة وتاليتها المتجدّدة، كانتْ الموسيقى ولا تزال حاضرةً، ترصد مسيرة شعبٍ وتكتب ملحمة وطن، بإرثٍ ثريٍّ منْ فنون “العازي” و”الميدان” و”الربوبة”. واليوم، وبعْد أربعةٍ وخمسين عاماً من النهوض الوطنيّ المبارك، آن الأوان لأنْ تتفاعل الموسيقى العمانيّة مع مجريات الأحداث في محيطنا العربيّ، وتخرج إلى العالميّة، بصوتٍ عربيٍّ واضح المعالم، يبدأ من الكلمة الملتزمة، لتعبّر عن الحاضر بلغةٍ جديدة، وبرموزٍ شعريةٍ تنهل منْ زخم تراثنا، وتلتقي مع مقامات الشرق، لتلْتحم مع هارمونيّة الغرب، وتنصهر في سيمفونيّةٍ ملحميّةٍ تعبّر عن الآمال والهموم، وتتجاوز الحدود لتشدّ على أيادي إخْواننا في غزّة الإباء”.

وأوضح الطائي أنّ “أناشيد الحبّ والانتصار” تمثل تجربة جديدة في كتابة الأغنية العمانيّة؛ تستمدّ قوّتها منْ قوّة الكلمة بثيماتٍ عمانيّة، لكنّها تنطلق بحريّةٍ لا متناهية، لتكْسر جدران العزلة نحو آفاق الحبّ والعطاء والسّلام، ومن هنا، كان التعاطي مع الكلمة ذا أهميّةٍ بالغة؛ فقصائد سماء عيسى يسكنها الحبّ والحنين، لكنّها هنا تنطلق إلى فضاءات الغزل والدّبكة والعازي، وأناشيد الحطابات الماجدات، لتربط بيْن معاناة الإنسان العمانيّ والفلسطينيّ، معبّرةً في “غزّة يا بنت عمّي” عن هذا التلاحم الأخوي.

بعد ذلك قدمت جوخة الناعبية عزفًا موسيقيًا. عبارة عن مقطوعة على البيانو على القالب الكنائسيّ والمقطوعة قصيرة، تعبّر عن قصر الحياة التي عاشها نبيّ الله عيسى، وآلام المجدليّة وحزْنها عليه، ومنْ هنا تتداعى بعض النغمات المتنافرة التي ترْمز للصّلب والغدْر، تليها مقطوعة “أكفان” والتي تعبر عن همجية العدوان البربري الذي يدق آلاف المسامير لأكفان الأطفال والنساء في غزّة الإباء.

عقب ذلك، قدم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة “الرؤية” كلمة قال فيها إن هذه الأمسية تهدف إلى التعبير عن “دعمنا ومؤازرتنا لكل نضالٍ حرٍ يسعى للانعتاق من نير الاحتلال، وطرد المستعمر الغاصب، وانتزاع الكرامة والحرية بكل كبرياء وفخر”. وقال الطائي: “نلتقي كي نقول للاحتلال الإسرائيلي ومن تواطأ معه، إننا نحن العمانيون أصحاب قضية ومبدأ، ونعم إننا دعاة سلام ووئام، لكن لمن يؤمن بالسلام، ويسعى لأجله، بينما نقول بصوت عالٍ لا سلام مع مجرم قاتل يقصف المستشفيات ويهدمها على رؤوس المرضى والمصابين.. لا سلام مع سفّاح دموي يزهق أرواح الأبرياء العزل في قطاع غزة، لا سلام مع وحش بربري يعتنق أفكار الإبادة والقتل على الهوية والإعدامات الميدانية، لا سلام مع كيان سرطاني غرس في قلب الأمّة لتفكيكها وإجهاض نهضتها، والإجهاز على مقدراتها، لا سلام مع مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة، وكل أنواع الجرائم”.

وتابع الطائي: “إننا في هذه الأمسية الفلسطينية الخالصة، نريد أن نقول لأشقائنا في فلسطين وفي كل بقاع العالم الحر، أن معركة الفن والثقافة لا تنفصل أبدًا عن المعارك الميدانية التي يضحّي فيها الأبطال بأرواحهم رغبةً في النصر. فالشاعر والملحن والمنشد والمطرب يناضل كذلك بالكلمة واللحن والصوت، ولقد سجّل التاريخ دائمًا كيف كان تأثير الكلمة واللحن على معنويات المحاربين والمناضلين في كل مكان”. وأشار رئيس تحرير جريدة الرؤية إلى “الملاحم الغنائية الخالدة التي سطّرها كبار الشعراء والملحنين الفلسطينيين أمثال محمود درويش ومارسيل خليفة وسميح القاسم، وغيرهم كثر من مصر ولبنان وعلى رأسهم محمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال، وفيروز قيثارة الشرق، هؤلاء الذين ناضلوا بكلمات قصائدهم الوطنية وألحانها التي زلزلت الأرض تحت أقدام العدو الإسرائيلي”.

وبين الطائي أن أكثر من 100 يوم مرّت منذ بدء العدوان الغاشم على قطاع غزة، تحت مرأى ومسمع من العالم، ارتكبت فيه قوات الاحتلال الصهيونية أبشع المذابح، وألقت على هذا القطاع عشرات الآلاف من الأطنان من المتفجرات والفسفور الأبيض المحرّم دوليًا.

وقال: “انطلاقًا من دورنا الإنساني واستنادًا على قيمنا ومبادئنا العمانية الأصيلة، نطلق هذه الأمسية “أناشيد الحب والانتصار”، دعمًا ومؤازرةً لفلسطين، فقد اجتمعت نخبة من الشعراء والملحنين على هذا الهدف النبيل، فصنعوا أروع الأعمال الفنية، وأبدعوا في المزج بين الكلمة الصادقة واللحن الثائر، لتخرج لنا مجموعة من الأغاني والأناشيد الممجّدة لفلسطين وشعبها البطل”.

بعدها توالت مقطوعات موسيقية وأناشيد متعددة تتغنى في فلسطين وصمودها الأسطوري في وجه الاحتلال على مدى أكثر من 75 عامًا. فيما اختُتِمَت الأمسية بجلسة حوارية مفتوحة ونقاش مع الجمهور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى