مفهومنا عن الصورة الذهنية


شيخة الدريبي
أن الصورة الذهنية لها فروعا علمية مختلفة.وقد شاع استعمالها في البحث الاجتماعي المعاصرفي الدراسات الاتصالية والإعلامية واتخذ مفهوم الصورة الذهنية الصدارة المتعلقة بالعلاقات العامة، وكان له اثر مهم فيها، وله سمات معينة ذات أصول ثقافية، تقوم على إدراك الأفراد المباشر وغير المباشر، وله اتجاهات عاطفية (إيجابية أو سلبية) وينتج توجهات سلوكية (ظاهرة – باطنة) في إطار مجتمع معين، وقد تأخذ هذه الاتجاهات شكلا ثابتا أو غير ثابت، دقیقا أو غير دقيق.فالصورة تعني ظاهر الشيء وحقيقته وشكله الذي يتميز بها، أما كلمة الذهنية فهي تشير إلى الذهن أي العقل والفهم، أي فهم الشيء وتصوره. فالصورة الذهنية هي مجموعة الانطباعات التي تتكون في الأذهان عن قيم معينة شخصية ..
لذلك في طفولتنا وببداية المرحلة الدراسية كان أول سؤال نتلقاه من المعلمين ماذا تُريد أن تصبح حينما تكبر؟وحينَ ذاك كان هذا التساؤل مجرد سؤال تقليدي مُلقن للمعلمين ويتداولونه بكل عام.ولو تعمقنا في هذا السؤال لوجدنا أن له بُعدا إيجابيا. فالفرد هو ما يتصوره بذهنه عن حياته. وهذه التصورات هي التي ستُحدد أسلوب التفكير لدى المرء طيلة حياته. وهنا تذهبُ بنا ذاكرياتنا عندما نتكلم ونحن أطفال عن تصورتنا في المستقبل عندما نكبر منا من يقول انا سأصبح أستاذ الرياضيات ويصطحبُ معه (الطباشير) للمنزل ويكتب على جدران حجرتة جميع المسائل الرياضية ويشرحها متصورا بأن هناك عددا من الأطفال سيسمعون شرحه. حينها على الوالدين دعمه لكي ترتسم هذه الخيالات داخل عقله الصغير. ويحقق ما كان يتصوره في ذهنه عندمايكبر فصيبح أستاذ فيكبر هذا الشعور بداخله بسبب استمرارية التصور لهذا المشهد.فالتصورات الذهنية هي بوابة للوصول. وهي طريقة لتفكير الجيّد حيث يبدأ الإنسان من داخله بتطوير ذاته وطريقة تفكيره وكيف يصل إلى تحقيق ما يريد ..
كذلك نجد اهتماما كبيرا في تطوير الذات ويسمى (بالطاقة الإيجابية،أو ما يتصوره العقل الباطني ) حيث دائمًا نسمع أنت ما تفكر به، أنت ما ترى نفسك عليه، أنت أبن أفكارك. حيث أن هذه الأفكار هي من تُشكل شخصية المرء وأيضًا لها دور كبير بتقبله لآراء الآخرين، حيثُ أن هذه التصورات تعطي صاحبها المرونة بالإضافة بأنها تعكس على تصرفات الفرد. ونستطيع أيضًا أن نسمي التصورات (عدسة) المرء التي من خلالها يستطيع أن يرى نفسه والعالم، بحيث يبدأ المرء بتغيرات سلوكية وأيضًا بتوجهاته.وهذه التصورات لها دور كبير باتخاذ القرارات. لذا لا يمكن مواجهة المشاكل الكبيرة ونحن على نفس مستوى التفكير الذي كنا عليه عندما حدثت هذه المشكلات فيظهر لنا تصور ذهني يقول لا شيء يتحسن دون أن تغير طريقة تفكيرك وتصورك له، فتصور الأشياء هو من أهم أسباب النجاح. فالتصورات الذهنية عميقة ومهمة جدًا لتشكيل الأفراد وهي عدسة تنقل ما في دواخلهم إلى الواقع. وترى ذلك بأفعالهم وسلوكياتهم. وتمنحهم أيضًا الثقة والقوة ولو لاحظنا بأن الأفراد الذين يتصورون هم أكثر الأشخاص بهجة وتحقيقًا للأحلام…