روان محمد الهتاري
دائما نسمع عبارة الرجال متفوقون على النساء في جميع المجالات، وهو كذلك حتى في المجالات التي يجب أن تتفوق فيها المرأة كالطبخ أو تصميم الأزياء، أو المكياج، هو تفوق عليها، نسمع ذلك على أرض الواقع، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المقابل لا تسكت النسويات على مثل هذا الكلام، فيكشرن عن أنيابهن ويدافعن عن المرأة وعن مكانتها وما يمكنها وعن قوتها…الخ يشتد الصراع بينهما ويبقى السؤال، من الأفضل؟ والحق أن الأفضل بينهما هو الأتقى، قال تعالى في سورة الحجرات (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)(13) وكل منهما له وظيفة تميزه عن الآخر، وكل منهما متميز فيما خلقه الله له.
يقال أن الرجل متفوق على المرأة في كل المجالات، وهل في هذه المقولة مشكلة؟ الرجل ملزم أن يعمل خارج البيت حتى يوفر احتياجات الأسرة، وهذا ما فطره الله عليه، فلو خرجت المرأة تنافسه سعيًا للتفوق عليه من يهتم بالبيت ويربي الأطفال؟ من يحضن ويحتوي؟ هو يتفوق عليها خارج المنزل بسبب ما أعطاه الله من قوة جسدية ولا يعيبها ذلك، وبالمقابل هو لن يتفوق عليها في إدارة شؤون البيت وتربية الأبناء تربية صالحة سوية في زمن تكثر فيه الفتن والشبهات، وهذا ليس بالأمر الهين كما يحاول البعض تصويره، هما يكملان بعضهما لا يتصارعان.
الأصل في المرأة القرار في البيت والاهتمام بالأسرة، ولا مانع من خروجها للعمل وأن تقوم بدور فعَّال في المجتمع، غايتها من ذلك طاعة الله سبحانه في كل أقوالها وأفعالها، لا أن تضع الرجل هدفًا تسعى للتفوق عليه.
القول بأن الرجل تفوق على المرأة في المجالات النسائية كالمكياج وتصميم الأزياء قد يبدو ذلك صحيحًا فنحن نرى أسماء بارزة لرجال في مجال الأزياء والتجميل ولكن السؤال هنا هل هذا شيء يدعو للفخر؟ خصوصًا في زمن انتشر فيه الشذوذ، وصار له قانون يحميه، عندما يقول شاب -على سبيل التفاخر- أن الرجل أفضل من المرأة في تصميم الفساتين، هل هذا أمر تقبله الفطرة السليمة؟ لا أدري، أترك الجواب لكم. وأخيرا هل يليق برجل أن يشير -سواء قصد أم لا- إلى أنه أفضل من أمه؟ الأم التي تربي وتسهر وتتعب وتعلم حتى يصير الولد رجلًا يجلس بين أقرانه كطاووس نافشًا ريشه يتباهى بإنجازاته، يقول رأيه كخبير في أمور الحياة، بنبرة متعالية يعلن أن النساء أقل شأنًا من الرجال!! الشخص الناضج الذي يفقه حقيقة وجوده في الدنيا ويعلم الميزان الحقيقي للفضل أي التقوى، لن يقول مثل هذه الحماقات، لكن يبدو أن الفكر النسوي ومبدأ الصراع بين الجنسين أثر على كل مناحي الحياة.
