شيخة الدريبي
أنت مهم مع نفسك وأمامها، ولكن مع الآخرين ليست هذه الأهمية محورية فأنت ذاهب وغيرك قادم ، والكون مستمر، والحياة باقية بتعاقب المهمين والمهمشين أنت لست مهماً جداً كما تتصور، وبدونك سوف تستمر الحياة ولكننا نحن الذين نجعل لحياتنا أهمية ومن غير هذا الشعور، فلن يكون لحياتنا معنى.. ولكن يجب أن لا تسرف في أهميتك،والأهمية يحددها الآخرون لشخص ما، حتى وان لم يكن مستحقاً لها حسب ظروف الزمان والمكان، وقد تأتي لظروف غير طبيعية يكتسبها هذا المهم دون وجه حق، لكنها لا تدوم، مهما بلغت، لأن البشر أيضاً متقلبون، هم الذين يصنعون الأهمية، وهم الذين ينزعونها، ان لم تكن مهماً حقاً وجديراً بها، وأوجدتها بذاتك وجهدك، فإنها ستذهب لأنك ارتضيتها دون وجهه حق ..
كل إنسان يشعر أنه مهم، ولكن هناك فئة تتفوق على الأخرى، فالمسؤولون يعتقدون أنهم الأكثر أهمية وهم من يمنحون هذا المنصب المعنى الحقيقي وآخرون يتخيلون أهميتهم من غيابهم عن المراكز أو الأعمال والبعض يعتقد أن أهميته تكمن في غيابه بالموت، ونسي انه كان صفحة في كتاب يوما ما ستقلب وكثير من الناس لديهم هوس أنهم مهمون،وأن الكون يتحرك إذا تحركوا، إحساس مثل هؤلاء بالأهمية الفارغة يجعلهم يتجاهلون المهتمين الحقيقيين فالأهمية إحساس داخلي فقط، لا ينبغي أن يصل الى السطح، يأتي من صدقك مع نفسك، وإيمانك بما تقوله أو تفعله، وأن لا يتجاوز إعجابك بنفسك داخلك ليصل الى الآخرين لأنه هو بداية النهاية، وأن تكون أهميتك قد بدأت من خلال اكتشافك لنفسك، ومعاناتك للوصول إلى هذا الاكتشاف ..
لذا إذا نصحك شخص بقسوة لا تقاطعه بل استفد من ملاحظته، فوراءقسوته حبٌّ عظيم، ولا تكن كالذي كسرالمنبّه لأنّه أيقظه.استمع كثير وتكلّم قليل
ولا تشغل نفسك بكثرة التفكير: لماذا قالوا ولماذا فعلوا؟ ثق بربّك ثم بنفسك، لا تهتم لما يُقال عنك فأنت تعرف من أنت، ولا تُقلّل من قيمتك، وإذا ركلك أحد من خلفك فاعلم أنّك في المقدّمة. وقمّة الصّبر أن تسكت وفي قلبك جرح يتكلم، وقمّة القوة أن تبتسم وفي عينك ألف دمعة. الاحترام يسبق الحبّ، والصّدق يسحق الكذب، والتّوبة تحرق الشيطان، والحقّ يزهق الباطل.وهناك من يرسمون الحياة بمستوى جميل رغم ما يلاقونه من تعب.فالدنيا ثلاثة أيام: الأمس عشناه ولن يعود، اليوم نعيشه ولن يدوم، والغد: لا ندري أين سنكون فصافح، وسامح، ودع الخلق للخالق، فأنا وأنت وهم ونحن راحلون،..
