عقلي وروحي الفصل التاسع


الكاتب :سمير الشحيمى
منزل أهل سيف
العزاء باليوم الثالث والأخير المعزيين يدخلون مجلس منزل خميس يقدمون واجب العزاء والمواساة لأهل سيف ،النساء بصالة منزل أهل سيف يقدمن واجب العزاء والمواساة لأم سيف وأسرته.
المستشفى
مزنه في غرفتها بالمستشفى حزينه ودمعتها على خدها لفراق زوجها ورفيق دربها سيف ومعها أمها وأختها روضه، تتخيل سيف يقف بجانبها يناولها ورده كعادته دائما في حياته وقال لها : ادري أنك تحبي الورد بالرغم بيذبل مع الوقت لكن حبي لك ماراح يذبل ودايما بعقلي وروحي.
فجأه قاطعت أم مزنه ذلك الخيال وهيه تقدم لها الطعام : بنتي حبيبتي أكلي لقمه عشان تاخذي دواك.
مزنه : ماريد آكل.
سلامة : مايصير يابنتي من أمس للحين ماكليتي شي لازم تأكلي عشان صحتك وعافيتك.
مزنه : والله ما مشتهيه آكل.
سلامة: حبيبتي الله يكون بعونك.
روضه : مزنه شدي حيلك على الأقل اذا مب عشانك عشان بنتك غيداء.
مزنه لا تتكلم والحزن يملئ قلبها روضه تستمر بالحديث: كلنا حزينيين لفقدان سيف ومعور قلبنا لو نجلس نواسيك طول الوقت نحن ماراح نعرف مقدار الألم والوجع اللي أنتي تحسي فيه داخل قلبك بس لازم تتشجعي وتشدي حيلك عشانك وعشان بنتك غيداء لأن اللحين هالوقت بالذات محتاجتلك أكثر من قبل لانك راح تكوني الأب وآلام والأخت والصديقة.
مزنه صامته تستمع لكلام أختها روضه ثم تنهدت مزنه وقالت : كان كل شي بالنسبه لي صورته ما تفارق مخيلتي ضحكته سوالفه انا من دونه ضعيفه مقدر أسوي شي.
سلامة : تقدرين يابنتي عشان غيداء راح تقدرين أنا فقدت أبوك ولكن أنتوا حياتي وكملت على هالأساس وتعبت وربيتكم لازم نستمر بحياتنا مهما كان.
روضه : حبيبتي مزنه كلنا نحن حواليك وبنكون عون لك بس لازم تصيري قويه عشان بنتك غيداء.
مزنه في حالة صمت وحزن وبعدها قالت : أعطيني الشوربه تكفي.
سلامة : أن شاء الله يا بنتي بسم الله الرحمن الرحيم.
وتناولت مزنه الشوربه.
غرفة الطبيب متواجد معاه محمد ويسأله : طمني دكتور متى تقدر أختي مزنه تطلع من المستشفى؟
الطبيب : بعدها محتاجه أسبوع على الأقل تجلس عشان حالتها الصحيه.
محمد : هيه حابه تترخص وتروح بيتها عشان العده بوفاة زوجها سيف وراح تكمل فترة علاجها هيه وبنتها بالبيت.
الطبيب : والله ما عرف شو أقولك بس أهم شي راحت المريض معاي فأنا بكتب لها خروج باكر الصبح هيه وبنتها غيداء وراح أخاطب إدارة المستشفى بإنه يصرفون لها ممرضه تكون معاها بالبيت بفترة العلاج.
محمد : مشكور يا دكتور على مبادرتك وتفهمك.
خرج محمد من غرفة الطبيب واتجه إلى غرفة مزنه وكانت أخته روضه بخارج الغرفه تتحدث بالهاتف ثم أغلقت هاتفها وسألت محمد : ها كيف شو قالك الطبيب؟
محمد : بكره راح يرخص مزنه وغيداء.
روضه :, ياالله الحمدلله.
محمد : كيف مزنه اللحينه؟
روضه : ماعرف شو أقولك بس بغصب تاكل لكن الحمدلله على كل حال.
محمد : الله يهون عليها يارب.
مزنه تنظر إلى النافذة وتتحرك الستارة ويخرج خيال سيف وهو يبتسم لها وابتسمت له بالمقابل وأشر لها بيده ثم على رأسه ثم قلبه وكأنه يقول لها ( أنتي عقلي وروحي).
يتبع….