الحياة لا تخلو من الخطأ


الكاتبة : ندى فنري
كلنا نخطئ…
فالخطأ وارد…
الإنسان خلق بطبعه خطاء..
لم يُخلق الشخص الذي لا يخطئ .
الخطأ جزء من طبيعة الإنسان البشرية، لا يوجد أحد معصوم عن الخطأ.
ومن الناس من يعتقدون أن الخطأ يتنافى مع النضج والكبر، هذا ليس صحيحاً، وإنما النضج والحكمة لهما الدور
في كيفية التعامل المتزن والهادئ لمعالجة الأخطاء والاستفادة منها.
كيف نتخطى الاخطاء؟
عندما يرتكب شخص خطأ ما غالبا ما يهدر وقته ويستنزف نفسه عاطفيا ،ليحدد من الملوم ،أو يبرر ما قاله او فعله.
لذلك اذا ضايقت شخصا بكلامك فاعتذر اليه وأصلح الوضع ،لتحافظ على صداقتكما.
.وإذا صدر عنك تصرف سبب الازعاج أو الأذى لك أو لغيرك ، فلا تظل تؤنب نفسك أو تتهم الآخرين…ابذل جهدك لتعالج المسألة.
فما دمت تصر ان تزيح المسؤولية عنك تزيد التوتر ،وتكبر المشكلة.
لذا تعلَّم من اخطائك
صححها وأكمل حياتك.
نحن البشر تتحكم بنا المشاعر
و الأحاسيس وبما أننا نعيش في مجتمع بشري يعمل فيه الناس معاً، وكل فرد يؤدي عمله بكل أمانة وجد واجتهاد ،وفق رؤى واضحة وخطط تنفيذية محكمة،فإنه إن وقعت أخطاء من أي فرد فلا بأس بذلك، لأن المهم ها هنا أن الكل يحاول ويعمل ويبذل الجهد ويتخذ الأسباب .
إذا كنت مديراً أو مسؤولاً عن موظفين يعملون تحت امرتك ،فأعلم أننا في مجتمع فيه الضغوط كثيرة ومتنوعة و يقع الجميع تحت تأثيراتها ، وهذا أمر يدعوك كمسؤول كي تقلل
من نسبة الأخطاء التي يمكن أن يقع الموظفون فيها أو تقلل من تأثيراتها حين تقع و أن تتفهم الظروف ، ويتسع صدرك وتحاول توجيههم
نحو استثمار الخطأ وتحويله إلى درس يستفاد منه في المستقبل، و أن تقوم بذلك بروح أخوية.
إن مثل هذه اللمسات في التعامل لها تأثيرها البالغ على العامل حين يخطئ..
حاول أن تجرب هذا الأسلوب في العمل وأحسبك لن تخسر شيئاً بإذن الله.
وقد بين الشرع أن الخطأ
هو ما صدر عن المرء بغير قصد ولا عمد ، وبالتالي فإن الخطأ يمكن أن يُصحح وليس على المخطئ إثم ولا عقاب شريطة أن لا يعود إلى خطئه مرة أخرى.
والخطأ من صفات ابن آدم فلا يوجد أحد معصوم عن الخطأ غير الأنبياء والمرسلين ويتوجب على المخطئ التوبة والاستغفار وطلب العفو من الله تعالى
لقول صلى الله عليه وسلم :
“كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”
أما الخطيئة هي أن يرتكب المرء خطأ عن قصد وعمد.
لذلك فإن مرتكب الخطيئة يقع عليه الإثم والعقاب من الله سبحانه وتعالى ويعاقب يوم القيامة إن لم يتب عنها ، وقد شرع الله تعالى الحدود والقصاص في الحياة الدنيا ليعاقب بها كل مخطئ متعمد حتى تكون رادعة لمن لا تردعه نفسه عن المعاصي والذنوب و فتح الله سبحانه وتعالى أبواب التوبة لعباده المخطئين الخطائين ، وأمرنا بالاستغفار وترك الذنوب والندم عليها كما حثنا على التجاوز والعفو عن أي مخطئ أو مذنب وعدم الوقوف والترصد لكل خطأ يصدر فالله عفو كريم يحب العفو ،ويحب العافين من عباده والمتجاوزين عن أخطاء الغير.
لا تحاول أن تكون إنسان لا يخطئ …فهذا مستحيل ، بل كن إنسان يتعلم من أخطائه فهذا عظيم .
أكبر خطأ في حياتك أن تمضي ، حياتك كلها خائفا من الأخطاء .