الأدب والشعر

حول أُكذوبة أن الرجل لايبكي

وجنات صالح ولي

وجنات صالح ولي

هل ياترى من صاحب تلك المقولة المهولة التي تصمت المشاعر وتتحكم فيها وزعم فيها بأن الرجل لايبكي !وأن لايذرف من عينه الدموع على العكس تمامً الرجل كتلة مهولة من المشاعر والأحاسيس شامخ قوي ليس بالسهولة أن يبكي وليس بالصعوبة كذلك أن يبكي يتألم بكل صمت مميت ويأن ويشتكي دون أن يشعر به أحد ،تلك الأكذوبة التي سمعناها منذ الأزل وبما أنك رجل لايحق لك البكاء استوقفتني كلمة أحدهم لأبنها (أنت رجل لاتبكي)وتحرك فيني شعور مذهل لسنوات كنت أستمع لتلك الإسطوانة المشروخة ولم أعرها اي إهتمام،وخاطبتها :عزيزتي لايحق لك أن تطلبي من أبنك ذو العشرة أعوام أن لا يبكي بحجة أنه رجل ولا أن تجمدي الدمع في محجر عينه،بل أتركية حتى يتنفس من جديد بالبكاء ويرتاح حتى لا يعاني الأمرين حين يكبر نتيجة كبته مشاعره من أمور ترهق قلبه وتزعزع ثباته كرجل حين يكبر تحت وطائة مقولة خاطئةً أطلقت من أحدهم دون معرفة مامر به ،من قال بأن الرجل لايبكي فالرجال قد يبكون حين فقد أمهاتهم ،وفقد من يشد به عضده أخيه ومن كان عامود وكيان حياتة والده ،ومن كان ينتظر أن يشتد عوده أبنه وحين يتسلط عليه بلا رحمة ً وليس بيده حيلةً وحين يعشق من يحبها ويهدر عليها جميع مشاعره وعواطفه لها وتضرب بكيانه ووجوده عرض الحائط غير مبالية بما يحدث بعد ذلك ،حين يجلد نفسه بقسوة على أمور يمر بها ولايستطيع الإفصاح عنها وحين يهون على نفسه هو فعلاً رجل بكمية هائلة من المشاعر والأحاسيس وماالمانع أن يبكي ،هل ذلك سوف يقلل من رجولتة شيء؟يحق لك سيدي الرجل البكاء في الخفاء أن أحببت وفي حضن أمك أن أردت ومابين يدي أختك اللتي احتوتك أو أمام زوجتك التي رافقتك أبكي طالما تملك شخص تعتبره مرأة لك فأنت رجل لن يقلل البكاء من كبريائك شيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى