عبدالصمد الحكمي فقيد التعليم والأدب والأخلاق الرفيعة


محمد الرياني
في الـ٢ من شهر شعبان لعام ١٤٠٨هـ كنتُ معلمًا وجاءني موجهًا للغة العربية زائرًا لمدرسة عمار بن ياسر الابتدائية بقرية خضير ، جاء يحمل سمتَ الأديب المؤدب والموجه المهذب، دخل الفصل أشبه بنسيم الجنوب الذي ينعش المكان، للصف السادس الذي زارني فيه من ناحية الشمال نافذتان مفتوحتان بالقرب من مساحة خضراء، اجتمع شذاه الطيب بشذى الزرع الأخضر الفتان، كانت حصة استثنائية في حضرة الأستاذ عبدالصمد ، زالت عني وعن تلاميذي هيبة الأسئلة القادمة من رجل غريب ، نظراته الحانية، طرحه للأسئلة، ابتسامته الودودة وهو ينشر التربية في قاعة الدرس ويحث على كل فضيلة، كان شابًّا صغيرًا في ذلك الوقت ولكن سيما العلماء كانت بادية عليه، لم أكن أعلم أنه سليل أسرة علم وأدب وفقه ودين، ولم أكن أعلم أن عمه هو العلامة حافظ الحكمي، لم تخطر على بالي تلك التفاصيل، سألني في نهاية الدرس عن مؤهلي فأخبرته، نصحني بأن أشق طريقي نحو المزيد من الدراسة والعلم وسيكون عونًا لي، كتب كلامًا رائعًا في سجل الزيارات من باب الثناء علي وعلى تلاميذي، لم يستمر التربوي والأديب والشاعر عبدالصمد الحكمي في التوجيه طويلًا وذهب إلى خارج الوطن لينشر عبيره الأخاذ خارج الجغرافية السعودية ليوفد معلمًا رصينًا وفريدًا من نوعه، غادر التوجيه الذي كان اسمه توجيهًا وبقي خطه الجميل في الإدارة وفي المدارس حيث كانت التعاميم ترسل بخطه الجميل بخطي النسخ للعناوين والرقعة للتفاصيل، ومرت الأعوام وازداد التواصل بيننا في عالم الأدب حتى فجعنا بخبر وفاته بعد معاناة ، عدت إلى المحادثات بيننا وقرأت التهاني المتبادلة في الأعياد في حياتنا الفانية ، رحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة وأدخلك فسيح جناته ، ونسأل الله أن يجمعنا بك في مستقر رحمته.