جريمة في بوردو .. الفصل الأول


الكاتب: د.فايل المطاعني
( الحيرة )
الشمس المشرقة تطل على استحياء فوق منزل العائلة في مدينة ( بوردو ) Berdeux ورجل الأعمال
( سام روزيللي) يجلس على الكرسي الخيزران المتحرك، وقد أرتدي قميص أبيض مفتوح الرقبة، وعلى ياقة القميص جهة اليمين طرزت الأحرف S_ _R بخيوط من الذهب الخالص وتتدلي علاقة مفاتيحه الذهبية من مقدمة الحزام بسلاسل حتى جيب بنطلونه اليمين وفي يده اليسري ساعة ذهبية عقاربها مصنوعة من الألماس ، وبين أصابعه عود ذهبي أهدته له زوجته مؤخر لتحريك الثلج في كأس العصير.
حينها دخلت عليه, أبنته ( سارة) وطبعت قبلة على خده وجلست في الكرسي الذي يقابله تمام ،أما الغرفة فقد كانت مجهزة بعازل للصوت ، لأنها صممت ضد اختراق حاجز الصوت،فسام يعرف أن أعدائه وفي أية لحظة سوف يقتحمون منزله ويمكنهم تعطيل تلك الإنذار الحديثة عن طريق أحد الاوغاد أو حتى حرسه الخاص. ( فمن يملك المال يملك ضمائر الناس)
فهو يعلم أنه محاط برجال مخلصين وأيضا برجال خونة وقال ضاحكا: نعم الرجال لن يقاوموا سطوة المال واردف و هو يقهقه عاليا: أن الشيطان موجود لم يمت بعد.
وفي تلك الغرفة المغلقة والمحصنه يجتمع مع مدراء شركاته المتعددة،وبعد جلوس أبنته التي كانت متوترة ،وتنظر إليه بخلسة ولكن سام بخبرته علم أن أبنته لديها ما تريد أن تقوله له…فنظر إليها نظرة ذات مغزى فشعرت بأن أشعة أكس أنطلقت من عينيه بأتجاه دماغها ,ليقرأ ما يدور فى ذهنها قبل أن تنطق بكلمة واحدة، وكانت ابنته تعرف والدها جيدا يحمل كفاءات جيكل وتتعجب كيف يحمل ويمارس هذه الازدواجية فى شخصيته فعندما كنت فى السادسة أو السابعة من العمر كان يحملها بين يديه، ويضعها على ركبتيه وكان يجلس بالساعات وهو يزين شجرة الميلاد،بينما يفعل ذلك بتواضع وحنان الأب ، وفي نفس تلك اللحظة كان يفكر كيف يدمر أعدائه ومنافسيه من التجار،لدرجة أن رجال الأعمال الآخرون يرتجفوا، حين يسمعوا أسمه،واذا أراد شيئا ولم يحصل عليه،يتحول إلى حيوان كاسر ،يحطم كل شي يقف في وجهه!
وبعد دقائق من جلوس أبنته ( سارة) قالت:بابا سام
لماذا لا ترتاح هل أنت بحاجة إلى المال؟ أنت تملك منه الكثير!
كل ما تحتاج إليه من المال بالملايين معك! فهل يحتاج الأمر إلى كل هذا العناء ؟
ضاقت عيناه وهو يحملق فى وجهه ابنته ثم وضع كأس العصير على الطاولة، وأشار لها بأصبعه وصرخ فى وجهها بأعلى صوته: من أجل السماء ( سارة ) أصمتي.
ماذا تعرفين عن عملي؟
أنت لا تفهمي..أهتمي بأمر نفسك, ما أفعله لا يخصك
صمتت ( سارة ) وبعد أن هدأ والدها جلست بجانبه, وهي تمسح على رأسه برفق وقد أدركت, أن والدها
لا يمكن أن يتوقف عن طلب الزعامة لا عندما يمرض أو يموت.