نقوش


الشاعر :المهدي تركي الرياحي
إذا غطاء الليل شئً من بقايا النهار
وأرخى سدوله وغطى سكة العابرين
كم دانةٍ باقيه بالبحر وسط المحار
وكم قصةٍ ضايعة عن كل قلبً فطين
منقوشة بالصخر يبني عليها الغبار
شواهدٍ ما محتها التعرية و السنين
السيرة اللي مخلدها الزمن بأختصار
صفحاتها مشرقة في كل وقتٍ وحين
مطلوب منا نقدم للزمان إعتذار
يحفظ بقايا خجلنا وإننا مستحين
حنا سوات الفقير اللي ماجاه أفتقار
شخصأً تسوّلْ وهو لديه كنزٍ ثمين
ياليت من رد للموات بعض اعتبار
إن ما ورثناه منهم صار به عابثين
وإنا انفصلنا عن الماضي كبار وصغار
وعن كل عاداتنا وأمجادنا مغيبين
يالهاجس الحر خذ بين الكواكب مدار
وسلم على أهل الوفاء لو كان هم ميتين
سلم على من يقدم للضيوف الفقار
بوقتٍ هل الجود من شح الزمن معسرين
وسلم على من نهار الضيق فك الحصار
ذاك الشجاع الذي مايرحم المعتدين
وسلم على اللي ملى وجهه خشوع ووقار
العابد اللي عطاه الله صبر و يقين
وسلم على اللي رسم للشعر نهج ومسار
وخلى المجالس يعطرها الكلام الثمين
ثم قل حصل بعدكم شئً من الأنهيار
الشعر و النثر له شعار مستشعرين
أستغفر الله كلش عندنا بأ نحدار
ماعاد نعرف غلطنا وين والصح وين
الذايقة تنتحب من عقب موت الكبار
وكل الأدب صار مستنسخ و شكله هجين
كم مترفة باقية يضفي عليها الخمار
ما جالها من تحللها بملك اليمين
كل الأدب بين هوج الريح والأعصار
يصعب على من قراء يحفظ منه كلمتين
ياليت من شب في رؤس المراقيب نار
نارٍ وهجها على بعد المسافه يبين
تكون للطيب مشكاةٍ من الأندثار
يبين في نورها الغث ويبين السمين