عزف منفرد .. شعر


المهدي تركي الرياحي
آلة الناي من أقدم آلات النفخ الموسيقية
رغم عدم تكلفة صنعها حيث لا تحتاج إلا لقطعة صغيرة من نبات القصب
ويعمل بها فتحات لخروج الصوت منها
ولكن عندما تجد عازف ماهر تثير اشجان كل من يسمعها.
فكم ردد صدى عزفها أضلع المحبين وحبست الكلمات في الحناجر وهزت مشاعر الوجدان وجددت بهم ذكريات وأشجان مامر بهم من لوعات الفراق أو الاشتياق.
وخاصة لما يأتي صوت عزفها من بعيد وكأن الأوهام ترجع صدى الصوت في أوقات معينه وخاصة قبل الغروب أو في الهزيع الثاني من الليل.
لدرجة أن بعض الرعاة كانوا يعزفون في المراعي وكانت المواشي لا تبعتد عن الراعي وكأنها تتلذذ بصوت عزفه لها.
وهنا أقول
ياعازف الناي لا تعزف تزيد القهر
ماتدري إنك بصوت الناي تسجي قلوب
عزفك شجيٍ تخاوى مع نسيم الفجر
والعزف الاخر حزينٍ قبل وقت الغروب
زفرات بعض البشر يذوب منها الصخر
منها دموعه تسوي فالمحاجر ندوب
الحب يوصل أصحابه درجة الخطر
اللي تولع وحبه صادقٍ ما يتوب
دموعهم زرق لكن منه صارت حمر
في كل يوم على خد المولع سكوب
وكم شاعرٍ من معاناته كتب له سطر
وعجز يعبر بسطر أخر ببيت محسوب
والحب روحٍ تنفس فيه حتى الشجر
ما تنشد الورد ليه الطل فوقه يذوب
حتى النخل لا حبست الماء عطش و انتحر
ويبست جذوعه وكنه ساجدٍ من ذنوب
شوف كيف حب الصحاري يوم تبغى المطر
لاروى عطشها تشوف العشب في كل صوب
وشوف كيف مجرى النهر يعشق مصب النهر
لو سد مجراه فاض وحط لاجله دروب
وشوف اتحاد النغم في المفردة والوتر
في بوح عشاقها تنقل صداه الهبوب
وشوف عاد وش كثر حبٍ في قلوب البشر
اللي يجمع شعوب وتفترق به شعوب