الأدب والشعر

نحن محتاجين السلام والهدوء النفسي

شيخة الدريبي

شيخة الدريبي

إن أسمى ما تطلبه النفس البشرية هو الشعور بالأمن والهدوء والقبول بمن حولها في مجتمعاتها وابسط ما ينال به ذلك ان تكون النفس البشرية هي مبعث السلام لمن حولها ليتحقق بذلك مجتمع السلام والذي يبدأ بنفسي وبنفسك، ولنحقق في أنفسنا سلاما يفيض على جوارحنا وحركاتنا وسكناتنا سلاما يمتد أثره للآخرين يبدأ بالبحث عن الأفضل في كل شيء ورؤية الجانب المشرق والمضيء في كل شيء ففي باطن كل محنة منحة لا تخفى على من يُعمل التفكيروالنظر بزاوية اخرى للامور، وللمضي بحاضر جميل لابد من التخلص من ركام الماضي والتخلص من المواقف السلبية التي اعترضتك، حاول المبادرة بالسلام ونشر الخير والدعوة إليه ورافق بذلك أناسا يتمتعون بالإيجابية متفائلين بالحياة،فالحصول على الهدوء النفسي يبدأ من داخل الإنسان عندما يقرر بذاته أن يكون هادئا في ردود أفعاله ..

 

أن الإنسان لا يمكنه أن يبني شخصيته خارج المجتمع وبمعزل عن الآخرين، لذلك تعوزه الثقة بالنفس كونها تساعده في المشاركة والمواجهة بعقلانية وانفتاح، فالمرء الواثق من نفسه يتوصل إلى السيطرة على الفوضى في حياته الشخصية ،ويتفوّق في علاقاته الإجتماعية.والخلاصة أننا لا نريد جيلاً يعيش في عزلة نفسية إجتماعية، بل ما نريده هو جيل واثق من نفسه، يملك القدرة على الرؤية الواضحة ومواجهة العالم الخارجي بأهدافه وتحدياته. ويقوم مفهوم السلام النفسي في الاسلام على جملة مبادئ وشعائر وقيم أخلاقية جاءت بها الرسالة لتجعل في مجموعها النفس الإنسانية متزنة الأمن والسلام، وتعصمها من الأضطراب والتناقض وذلك من خلال أحكام الإسلام عامة ومقتضيات العقيدة والعبادة خاصة ..

 

فالأنسان الحائر المضطرب، الفاقد معاني السكينة والطمائنينة الروحية هو أبعد ما يكون عن اقامة مبادئ السلام في الحياة.وإن العامل الأشد أهمية في بناء الشخصية الناضجة هو الثقة بالنفس، ويشكل دعماً للشخصية في وجه التحديات، وإنعدام الثقة بالنفس تجعل الفرد يعيش حياة هامشية لا معنى لها ولا هدف منه ويعيش بحالة من اليأس والاحباط، وهذا يؤثر في طباعه ويجعله يعيش في صراع يهدد أمانه السلوكي.وأن نحب أولادنا، هذا يعني أن نساعدهم في الوصول إلى أعلى مستوى من الرشد والنضوج، وأن نحترم احتياجاتهم وميولهم النفسية والذهنية، فهذا يخلق فيهم شعوراً بالثقة بالنفس وهو شرط أساسي للنمو المتكافئ، حيث يمضي في طريقه بثبات وحين يتعامل الأهل مع أولادهم كأشخاص فاشلين ،  لا يستطيع الأبناء شق طريقهم منفردين، وهذه المعاملة تخلق شبيبة معقدة لأن الفرد يكتسب أنماطاً سلوكية معينة نتيجة احتكاكه مع الآخرين وتفاعله الإجتماعي ومشاركاته، وهذا التفاعل له أكبر الأثر في جعل الشباب يأخذون قراراتهم بأنفسهم لأن التفاعل يكسبهم خبرة في التعامل ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى