قصة وفاء


بقلم د. فايل المطاعني
( أنا جنة وباقي تفاصيلي نعيم )
حديثي السابق عن والدي ربما يعطيكم فكرة ولو بسيطة عن عبدالله العلي .
ولكن الآن سوف اتحدث عنه وبشكل واضح وتفاصيل أكثر
والدي رجل مختلف تمام عن أي أب فوالدي متعجرف ،صارم ربما بحكم طبيعة عمله
العسكري ، وأكيد له أثر في تعامله الصارم معي ومع اخي الأصغر مني،وهذا بالتأكيد اثر على الأجواء في بيتنا كثيرا ، بل في حياتنا ،والدي يحبنا بلا أدنى شك ،إنه يخاف علينا ،ولكن لم يكن يظهر تلك المشاعر أمامنا ،قوي الشكيمة معتد بنفسه، يتجاهل أراء الآخرين خصوصا من كانوا أصغر منه رتبة أو مكانة إذا تحدث على الكل أن ينصت لحديثه إذا غضب ،فالدنيا تسود في أعيننا ولا يفرق بين صبي وفتاة ، فهو سريع الغضب ،لذلك لم تستطيع والدتي أن تتحمل كل ذلك الغضب من والدي ،فطلبت الطلاق ،وتركتنا اطفال نواجه الحياة ونواجه والدي ومن صعوبة أن تفقد والدتك وأنت في سن صغيرة وانت تري أمهات صديقاتك معهن وتري كمية الحب المتبادل بينهما بينما أنت بلا أم ولا حب وهذا جعلني أكره أمي ! توقفت وفاء عن سرد قصتها فقد سقطت دموعها على الأوراق وبعد دقائق معدودة كتبت
لن انسى أنها تخلت عني والمصيبة الكبري أن والدي يتنفس عشقا لوالدتي ،يحبها بجنون ،تعلمون عندما العسكري ينسحب من المعركة وهو مهزوم ،تظل أثار المعركة ملازمة له طوال حياته ،وهكذا كان والدي ،لقد تجرع مرارة الهزيمة ،ومن يومها لم نعرف حنان ام ولا عطف أب فقد أخبرنا انها تركتنا وهربت ،وتبتسم وفاء وهي تتذكر طفولتها وجدتها التي ربتها،و الحارة القديمة ،وكل تلك الذكريات سوف احدثكم عنها من خلال سرد لقصتي …
اختكم وفاء عبدالله