هل أعود أبدا لن أعود


ليلى براده
لست حجرا لست قطرة ماء
ميتة…
على عين الأرض الجارفة
لست برجا ولا صومعة
الممتدة في جامع الفنا
المدينة الحمراء
الجميلة بأنوارها الضوضاء
بمهرجانها
حمالة العالم بماثيرها
هناك في ذلك البيت
الصغير
حكايتنا بدأت يومها عند
أول صرخة
ومجمع الاقارب يدخلون
المحاجر
ويشكلون انتفاضة لؤلؤية
تكسر صدفة محارة البحر
ليأتي إمتداد الجزر
ويعفن بوحشية التقاء
قمري بشمسك
لأتقيئ كل الجمال والاحساس
بالأمان في صوتك الإنساني
الأناني من قسوة وغزو
اشتقت لحضن أبي
انتقلت من إيقاع إلى
إيقاع…
لدي إحساس أنني انخضعت
في لياقاتهم المزيفة
منذ هذا الوقت
أناس كثر ماتوا من أمس
قريب
إنهم حولي في عالم لا يزال
حيا
في كل مايحكون على
شكل حصير
حسب ما يلائم أهوائهم
لا شك أنني سوف أشكر
وجه الحق
كشف لي وجوه حاملة
لأقنعة
ووجوه مستبشرة تدعو لي
بالمغفرة
لا تتعجل فلن أعود
فإنك في الأعشاب
الباكية
في الأشجار الجارفة
في الغابة المتوحشة
في الظل المكسور
لن يتجدد العهد
العهد الرابط بين قانون
مصيرنا
العهد الذي كان يربطنا
بالحياة
الذي يربطنا بالأفعال
بالأنفاس التي ماتت
في مجرى النهر وعند
ضفتيه
في كل صرخة عميقة
خرجت من أنفاس الفجر
و من أعماق قلبي
كقائد لسفينة كنت من ساقتها
وحمتها من غرق
طوفان جارف لا يعرف الرحمة
ثق أنني لن أعود…