الصوت الداخلي لدى الإنسان – صديق أم عدو


شيخة الدريبي
يعتبر الصوت الداخلي عند الإنسان وفق علم النفس ناتج من العقل وليس حالة هلوسة. ولكن هذا الصوت الداخلي قد يتحول إلى أمر مزعج بل ويتسبب في إصابة المرء بمرض نفسي، في حال تحولة إلى مصدر للأفكار السلبية والمخاوف في نفس الإنسان وقد حذر الباحثون من الاستماع إلى الصوت الداخلي بشكل دائم لأنه يسبب أضرار نفسية وقد يكون مثيرا للغضب سلبيا. وهذا الصوت الداخلي ناتج عقل الإنسان والاستماع إليه يعد أمرا صعبا. حيث يسمع المرء في أذنيه ويردد عبارات سلبية مثلا عبارة لن تنجح، وهذا أمر صعب ومزعجا إلى درجة عدم القدرة على تحمله. ويعاني الكثير من الناس من الآثار السلبية الناجمة عن الصوت الداخلي..
لذا ينصح الأطباء النفسيين في حال عجز الفرد عن إيقاف هذا الصوت الداخلي، الذي يبث السموم في النفس، فيتعلم التفكير بإيجابية بالرغم من مستوى درجة ذلك الصوت مثلاً الحصول على وظيفة جديدة، أو الانتقال إلى مكان جديد، أو ربما الإنفصال عن شريك الحياة، إذ تقول عند كل بداية جديدة تتوارد عليك خواطر وأفكار، ويحذر ذلك الصوت بداخلك من الخطر الشديد لهذا لن تجرؤ أبداً على تغيير أي شيء في حياتك أوالتخلص من الصوت المزعج القادم من داخلك وقد تخضع للعلاج حتى تدرك مصدر هذا الصوت والضغوط النفسية الناجمة عن مشاكل العمل قد تزيد من سلبية الصوت الداخلي سواء كانت هذة تجارب مع الآباء أو المدرسين أو أشخاص آخرين مهمين في حياتنا فالوسط الاجتماعي المحيط بنا يؤثر علينا ..
كما أن التحذيرات والتفكير، التي تتمثل لنا، تقحم نفسها على عقولنا بالصورة التي كانت عليها في الماضي وتعود للظهور من جديد حتى ولو بعد عشرات السنين.وكثيراً لا يستطيعون التعرف على مصدر هذه الأفكار التي تظهر في حالات كثيرة عندما يواجه الشخص ضغوطا نفسية ناتجة عن مشاكل في العمل أو في علاقة ما أو انخفاض في الروح المعنوية بشكل عام كماأن الحالات المزاجية، التي يسيطر عليها الحزن والكآبة والمخاوف أو أي اهتزاز في الثقة الذاتية للشخص غالبا ما تفتح الأبواب أمام فيضان الأصوات الداخلية السلبية تضرب بجذورها في المعتقدات، التي يتبناها الأشخاص من أناس آخرين على مر العصور. وتوضح أن الأشخاص، الذين يستمعون في طفولتهم عبارة متكررة من والديهم مثلا (لن تصل أبدا إلى أي شيء) سوف يحاولون إثبات العكس ويتعجبون من سبب عدم إحساسهم بالرضا والاطمئنان فاانت تسمع صوت ملاك وكذلك صوت شيطان أيضاً..
إذا كيف يمكننا إسكات هذه الأصوات الداخلية ؟ إن العقل يفضل أن يفعل ما كان يفعله بشكل جيد بممارسة التفكير الإيجابي فكلما طرحت الأفكار السلبية جانباً وركزت في هدفك، كلما ازداد احتمال وصولك إليه ورغم كل ذلك لا يستطيع أي شخص منع الأفكار التشاؤمية من الدخول إلى العقل، وقمع هذه الأصوات يمكن أن يجعل نبرتها أعلى ويؤدي إلي استمراريتها. مؤكدة في الوقت نفسه على أهمية التعامل مع هذه الإشارات التحذيرية فمعظم الأصوات الداخلية تحمل أشياء ذات مغزى حيث الكثير من الأصوات تلعب دوراً في أفكارنا وأحيانا تعبر عن مشاعرنا ومواقفنا التلقائية والطموحنا..
كذلك يجب عليك ألا تستمع إلى صوت واحد فحسب، فإذا كان هناك شيطان على كتفك الأيسر هناك ايضا ملاك على كتفك الأيمن وكلاهما يهمس في أذنيك، فأستمع إلى الاثنين معا، إجمع أصواتك الداخلية معا وأستمع بدقة إلى ما تقوله أما بالنسبة إلى الأشخاص، الذين تعذبهم الأصوات الداخلية إلى درجة تداخلها في شؤون حياتهم، فيجب عليهم أن يسعوا للحصول على مساعدة طبية، لكي لا تصل حالتهم إلى القلق والاضطرابات والتوتر والغضب. وفي بعض الأحيان تستولي الأصوات الداخلية على حياتك بدرجة يصعب عليك السيطرة عليها والذين يرون الجانب السيئ فقط غالبا ما يتعين عليهم الكفاح من أجل تعلم كيفية النظر في كافة الاتجاهات من جديد ..