إنطلاق فعاليات المؤتمر الدولي “الإعلام الجديد ودوره لتعزيز الأمن الإجتماعي”
كتب: أحمد الكومي
إنطلق مؤتمر إتحاد الجامعات الأفروآسيوية العلمي بـعنوان
“الإعلام الجديد ودوره في تعزيز الأمن المجتمعي والتنمية الإقتصادية” على المنصة الإفتراضية بالتعاون مع جامعة محمد الخامس بالرباط، واتحاد قيادات المرأة العربية، ومجموعة أكوا للتكنولوجيا والتعليم.
واستهلت حفل الإفتتاح الدكتورة “ماجدة محمود” كبير مراسلي التلفزيون المصري رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر، بالترحيب بالمشاركين في هذا اليوم المميز في تاريخ الإتحاد، مؤكدة أهمية المساهمة المباشرة والفعالة في كل المجالات التي ترمي للنهوض بمستوى العلم وطنياً وعالمياً، والإستجابة لحاجات الباحثين، ومصاحبة التنافس لتنميتها وتعزيز تنافسيتها، وضرورة تنويع البحث العلمي على مستوى الوطن العربى والإفريقى والأسيوى بعيدا عن الإعتماد الكلي على الغير وعملاً من أجل النهوض بالمستوى المعرفي والعلمي للشراكات العلمية، في سبيل تحقيق الرقي و التقدم العلمي والإجتماعي.
وأكدت رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر،علي أهمية الممارسات الجيدة لإدارة البحث العلمي، من أجل ضمان مواكبة التطورات العلمية والأساليب التكنولوجية الحديثة، التي تتيح للشركاء الزيادة في البحث العلمي، وتحسين الجودة والقدرة التنافسية، في ظل حوار علمي واجتماعي سلس.
وقد أثنى الدكتور “عبد الكريم الوزان” أمين عام المؤتمر، على جهود الباحثين الذين قدموا بحوثاً رصينة تساهم في تشخيص الواقع وتعمل على مواجهة التحديات وتقديم الحلول لمشكلات مستعصية في المنطقة. كما أثني الوزان على الجهود التي بذلتها لجان المؤتمر المتعددة حتى الوصول إلى لحظة انطلاق المؤتمر، وأشاد بجهود اللجنة الإعلامية، ووصفها بأنها أحد الركائز الأساسية لنجاح المؤتمر.
ومن جهته عد الأستاذ الدكتور “أمين منصور وافى” أستاذ الإعلام وتكنولوجيا الإتصال بالجامعة الاسلامية بفلسطين، في كلمته نيابةً عن الباحثين، المؤتمر العلمي فرصة مهمة للقاء عشرات الأكاديميين في تظاهرة بحثية مميزة لتقديم حصيلة أبحاثهم لدعم العملية المعرفية في المنطقة.
وبدأت الجلسات العلمية في اليوم الأول للمؤتمر، بالجلسة الأولى برئاسة الدكتور “طارق الميرغني”، ومقرراً الدكتورة “ماجدة محمود”، وقد أثنى الميرغنى على جهود الباحثين، ثم بدأ الباحثون عرض أبحاثهم، فعرضت الباحثة سار كميخ عضو اللجنة الإستشارية العليا لإعداد المعلم التابعة لجامعة الكويت، عضو لجنة التبادل الثقافي التربوي بين الكويت واستراليا، بحثها بعنوان “الإعلام الرقمي وإدارة الأزمات الاجتماعية” حيث إعتبرت وسائل الإعلام عبر العصور محوراً أساسياً تجاه القضايا الاجتماعية والثقافية، وتتميز بسرعتها في نشر المعلومات. وأشارت الكميخ أن دراستها تسعى لعدة نتائج منها دور شبكات التواصل الاجتماعي في إحتواء الازمات، والإشادة بدور الوعي الإعلامي وأهميته كدراسة تربوية لطلابنا لفهم الرسالة الإعلامية.
وقدمت الأستاذة الدكتورة “حنان عبيد” نائب رئيس التحرير وهيئة إستشاريى عليا بمجلة بحوث لندن، عضو هيئة التحرير في مجلة العلوم الإنسانية في الجزائر، عضو هيئة تحرير بمجلة كلية السلام الجامعة /العراق، بحثها بعنوان “واقع مسئولية الإعلام الجديد ودوره في تعزيز الأمن المجتمعي لدى طلبة الجامعات الحكومية الأردنية” وتجذير المسؤولية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، وأكدت على دور الإعلام المحوري والجوهري كمنبر للأمن المجتمعي من خلال بث الرسائل الإيجابية التي تدعو للسلام والأمان وصولاً لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وأعربت الدكتورة “انصاف أيوب المومني” أستاذ مشارك في كلية الإعلام جامعة مينيسوتا بأمريكيا، في دراستها “دور الإعلام في مواجهة تحديات المرأة الأردنية مقدم لمؤتمر قضايا المرأة المعاصرة الواقع، والتحديات، وآفاق المستقبل” التي هدفت إلى الوقوف على معالم التحديات التي تواجه المرأة الأردنية والأدوات الوظيفية التي يضطلع بها الإعلام قي التصدي لها، ومن أبرز التحديات التي تواجه المرأة الأردنية الانفتاح الإعلامي، والذي يلقى بظلال السلبية على الجوانب العاطفية والوجدانية والاقتصادية للمرأة، بما في ذلك ثقافة الصورة الطاغية والخيانة الزوجية، ورواج نجوم الإعلام مع هشاشة المحتوى، وقد أوصت الدراسة بضرورة نقل قضايا المرأة إلي قلب الفضاء الإعلامي باستبطان الطاقات الإبداعية للمرأة، ووضع المرأة المناسبة في المكان المناسب، كما أوصت بإيجاد ميثاق إعلامي للحد من الانفلات والطوفان الإعلامي.
وقام الأستاذ الدكتور “عبد السلام سيد محمد الواحاتى” وكيل كلية الإعلام بجامعة منيسوتا الأمريكية، ورئيس التحرير لعدد من الصحف المصرية والعربية، وعدد من المواقع الإلكترونية، عرض ورقة بحثية بعنوان “العلاقة بين إستخدام طلبة الجامعات المصرية لمواقع التواصل الإجتماعي وتعزيز قيم التسامح لديهم” وهي دراسة وصفية توصلت إلي ارتفاع استخدام الطلبة لمواقع التواصل الاجتماعي، وبضرورة استثمارها لتعزيز التسامح نظرا لتدني مستوى الحوار والنقاش لدى الطلبة
وعرض الدكتور “أمين منصور وافي” أستاذ الإعلام وتكنولوجيا الإتصال بالجامعة الإسلامية في غزة، ورقته البحثية بعنوان “الصورة الإعلامية للشهيدة الصحفية “شيرين أبو عاقلة” في مواقع الفضائيات الدولية الناطقة بالعربية الموجهة-دراسة تحليلية مقارنة”، وهدفت الدراسة إلى رصد أبعاد ومكونات صورة الشهيدة شيرين أبوعاقلة في مواقع القنوات الفضائية الدولية الإلكترونية الناطقة بالعربية، ودراسة سمات تلك الصورة وحقيقة ما تقدمه المواقع حولها، وأوصت الدراسة إدارة مواقع القنوات الفضائية الأجنبية التعامل بموضوعية ومهنية، عند تناول القضية الفلسطينية والاهتمام بجميع السمات الايجابية والسلبية للشخصية وعدم التركيز على السمات السلبية فقط.
وفي نهاية الجلسة والتي إستمرت نحو الساعتين قدم الأستاذ الدكتور “الميرغنى” عرض مختصر وملخص للأبحاث التي عرضت في الجلسة، وأنهى الجلسة بمجموعة من التوصيات. الجلس الثانية
وبدأت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور “عبد الكريم الوزان”، ومقرر الدكتورة “نجوى أبوهيبة” الأستاذ في القانون بكلية القانون جامعة أبو ظبي بدولة الإمارات والأستاذ بكلية الحقوق جامعة حلوان، وأثنى على جهود الباحثين، ثم بدأ الباحثون عرض أبحاثهم وعرضت الدكتورة “جيهان سباق” الأستاذ المساعد بكلية الإتصال والعلوم الانسانية، قسم الإعلام والعلاقات العامة، بجامعة منيسوتا الأمريكية على درستها التي جاءت مشاركة مع الدكتورة “فيروز عبد الحميد جابر” الأستاذ المساعد بكلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة منيسوتا الأمريكية “تأثير الإعلام الجديد في توجه المرأة المتزوجة للمشاركة بأبواب صحافة المواطن في المنصات الإلكترونية” كون المرأة المتزوجة أو ربة المنزل تعد أحد أهم الركائز الأساسية في بنية الأسرة وتكوين المجتمع، والتعرف على مدى مشاركتها في تلك المنصات كجزء من صحافة المواطن، ومدي تأثير ذلك على الأسرة العربية التي هي أحد دعائمها المباشرة، والكشف عن أهم ما يمكن إنجازه بتلك المنصات، والتعرف على مدى تأثير وتفاعل المرأة المتزوجة أو ربات البيوت مع أبواب صحافة المواطن بالمنصات الإلكترونية على الأسرة العربية، وإلقاء الضوء على التأثيرات الايجابية والسلبية لصحافة المواطن في ظل موضوع الدراسة. وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية طردية بين درجة تأثير تفاعل المرأة المتزوجة مع أبواب صحافة المواطن بالمنصات الإلكترونية التي تتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي ودرجة استفادة الأسرة، وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بثقافة المواكبة والتطور المستمر بين جميع العاملين بالمجال الصحفي، وتدريب الصحفيين الدائم على التعامل مع الجمهور على أنهم شركاء في نجاح الجريدة والأخذ بكل الملحوظات التي من شأنها التأثير في العمل، تخصيص أبواب ثابتة تسمح للقراء بالنشر والمشاركة، مع ضرورة الاهتمام بالدراسات التي تعنى بدراسة الإعلام الجديد وصحافة المواطن.
ثم انتقل العرض للدكتور “محمد خالد الزعبى” الباحث بالشأن التربوي في وزارة التربية والتعليم الأردنية، وعرض دراسته “وسائل الإعلام الرقمي وأثرها على الأمن الفكري (وسائل التواصل الاجتماعي أنموذجًا)”، واتبع الباحث في دراسته المنهج الوصفي التأصيلي وكذلك المنهج الاستقرائي، حيث تم من خلالهما تحديد المفاهيم النظرية الأساسية المرتبطة بموضوع الدراسة، ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أن وسائل التواصل الاجتماعي نعد إعلامًا بديلًا وفعّالًا أكثر من وسائل الإعلام التقليدي وأكثر تأثيرًا وأوسع انتشارًا وعمقًا، وأنها أصبحت عاملًا مهمًا في تهيئة متطلبات التغيير في المجتمعات عن طريق تكوين الوعي وبلورة الفكر وتشكيل الرأي العام، كم أن الإعلام الرقمي أو ما يعرف بالإعلام الجديد يفتقر إلى الوضوح، بالنسبة إلى مجاله ومداه، وقد يعني هذا أن أشكال ووسائل ذلك الإعلام تعكس الفوضى والنسبية والشك وغيرها من السمات الواجب عدم توفرها في الإعلام الحقيقي الجاد.
وقدم الدكتور “محمد شرف محمد هاشم” الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بالجامعة الإسلامية بمنيسوتا وعضو هيئة تدريس منتدب بجامعة الكويت عرضا لدراسته “دور برامج التواصل الاجتماعي في التأثير على قيم وثوابت الشباب المسلم” التي هدفت إلى التعرف على مدى ونوعية التأثير الذي تحدثه برامج التواصل الاجتماعي على القيم والثوابت، و معرفة نوعية القيم الأكثر استهدافاً وتأثراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة مدى إمكانية الإفادة الإيجابية من هذه البرامج . وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أبرزها أن الحملة على الثوابت والقيم في برامج التواصل الاجتماعي ليست عفوية بل منظمة ممنهجة ومقصودة، وانالثوابت الدينية هي الأعلى من حيث الاستهداف، ويستخدم لذلك سلاح الشبهات والشكوك، يلي ذلك استهداف الثوابت الاجتماعية ، ويتم ذلك بسلاح الشهوات وإثارة الغرائز للقضاء على النسيج الاجتماعي وتشجيع التفكك الأسري والتمرد على كل القيم والثوابت والأعراف التي يتميز بها المسلمون في علاقاتهم الأسرية والمجتمعية، الجهود الفردية التي يقوم بها الدعاة والمصلحون والأكاديميون لا ترقى إلى مستوى الحملة الشرسة التي تستهدف القيم ولا تكفي بمفردها وما زالت دون المستوى المطلوب واوصى الباحث الشباب بحماية أنفسهم خلال تصفح برامج التواصل الاجتماعي وتجنب التعرض لبرامج وحسابات تنشر شكوكاً وشبهات وإثارة تستهدف قيمهم وثوابتهم، والجهات التربوية والدعاة والمصلحين بعدم ترك الساحة فارغة لكل ما هو ضار وتافه وعليهم أن ينافسوا ويثبتوا وجودهم ببرامج إيجابية قوية مبهرة بمضمونها وعرضها تجذب الشباب وتحافظ عليهم من الانزلاق نحو الحسابات المشبوهة، مع عمل المزيد من الدراسات والأبحاث التي تساعد على الإفادة من كل جديد في مجال التقنية وبرامج التواصل من خلال كشف الآثار الإيجابية وتعزيزها وكشف الآثار السلبية والتحذير منها.
ثم عرج الأستاذ الدكتور صباح مهدي رميض الأستاذ بجامعة بغداد ، والمتخصص بتاريخ العرب الحديث والمعاصر على دراسته التي جاءت مشاركة مع الأستاذ الدكتور فالح خلف كاظم الأستاذ بالجامعة المستنصرية على مؤثرات الخطاب التربوي الإعلامي على ثقافة السلم والتعايش والتسامح مع الأخر في العراق ، اذ شيد الخطاب الإعلامي تحولات عدة ، حتى أصبح جزء لا يتجزأ من المنظور الانساني الثقافي، والخطاب التربوي الإعلامي تحديدًا له غاياته لذا من المهم تحليل عمليات الاتصال والإعلام من حيث التكوين، والملكية، ونظم العمل، وطبيعة الجمهور المتلقي، والنظام السياسي ، ولذلك فإن الخطاب التربوي الإعلامى في العراق لم يكن على وتيرة واحدة، بل كانت له أدوار متعددة، و أحيانا متناقضة في مخرجاتها التي أسهمت في خلق أزمات مجتمعية عدة في مقدمتها الأزمات السياسية، ولعل أزمة الانسداد السياسي اليوم هي واحدة من مخرجاتها، والتي لم تفضي الى تشكيل حكومة رغم مضي أكثر من ثمانية أشهر على إجراء الانتخابات في 10 تشرين الأول 2021 ، فكانت هناك خطابات إعلامية متصارعة، عكست هذه الخطابات حقائق اجتماعية متباينة ومصالح متعارضة تستغلها الأطراف السياسة لتمرير أهدافها الأنية والمستقبليةإلا أنها فى الحقيقة تنعكس على السلوكيات المجتمعية وفي مقدمتها السلم والتعايش واحتواء الآخر .
وفى نهاية اليوم الأول للمؤتمر أثنى المتحدث باسم المؤتمر د. محمد عبد العزيز، على جهود رؤساء اللجنة والمقررين، وأشاد بعروض البحوث العلمية.