الأدب والشعر

ربيع

محمد بالراشد _اليمن

محمد بالراشد _اليمن

عبثـاً سـأرحـلُ عــن معــالمِ ذاتــي

فالصَّمـتُ أَسمَعنِي صـدَى خُطُـوَاتِي

 

عبثاً سأقطِفُ مـن وُرُودِ حَـدِيقَتـِي

وَرْدَ البـــراءةِ غارســـاً شَــــهَوَاتِي

 

عبثاً أُحلِّــقُ فــي فضـاءِ عبـارتي

نســـراً يبعْثِرُ فـي المــدَى عَبَراتــي

 

همســاتُ أحْـلامـي تـُذيبُ تـردُّدِي

وخيـــوطُ أوهَـــامي تزيـــدُ ثَبــَــاتي

 

مكتوفةٌ أيـــدِي الحيــــاةِ لَـعلَّهـــا

غَضِــبَتْ فلـــم تَحفَـــلْ بـــردِّ هبــــاتِ

 

شَـرِقَ الصـباحُ بِنـا ونحـنُ أحبـةٌ

فاشــتَاقَنا لِلتـــــــوِّ ليــــــلُ شـــــتاتِ

 

مـاذَا جَنَيْنَـا فـي العيــونِ تسـاؤُلٌ

والغَيــبُ يَجْهَلُــهُ الــــوَرَى مَــــولاتي

 

نَحوَ القلوبِ تطِيرُ أسرابُ المُنَـى

وأمـــامَ أَعيُنِنـَـا دم الأمـــــــواتِ

 

طربـاً أحيــِّي أم أعـــزِّي فيـكَ يـا

عـامَ المسـاوئِ فــي نــدَى الحَسَــــناتِ

 

كُـلُّ الفصُولِ تَسـامَحتْ وتَعَانَقـَتْ

إلا ربيعَـــكَ مُلهِــبُ الجَمــَـرَاتِ

 

أيـن الـورودُ أيـا ربيـعُ وأيـن أَنــ

ـسَـــامٌ تــُـؤانِسُ وحشــةَ الفَلَــــواتِ

 

فصَباحُك المَرْجوُّ أصبحَ يَحتمِي

بِمسـَــائِك المســـــدولِ كالفتيـــاتِ

 

مــاذا سَــتُهدينا ربِيـعَ عُروبَتــِي

فلقـد أضَــعتَ الحـقَّ فــي اللفتــاتِ

 

عـذراً إذا أنكــرتُ فيــكَ معــالِمِي

وأقمـتُ فـي صـرحِ الـرُّؤَى صلواتي

 

عذراً إذا استلقيتُ مـن كمـدٍ عـلى

كبدِي عليك وكـدتُ أُنكـِــرُ ذَاتــي

 

أنــت الربيــعُ أم الجحـيمُ أنـا هنـا

أســتقـبلُ الأســــماءَ كـــالصــفعاتِ

 

رُفـِـعَ اليقــينُ علــى بساطٍ مـن دمٍ

قـانٍ فَتـَـاهَ الشَّــعبُ فـي الشُّـــبُهاتِ

 

مــا عـادَ ذاكَ الحــيُّ حيـاً بعـد مـا

هطـلَ الرَّصَـاصُ بدَوحــةِ النكبـــاتِ

 

فــالجوُّ مأســورٌ بعــابرةِ المَـدَى

والبحـــرُ ملغــــومٌ بحقــــدِ عــُـــدَاتي

 

فكــأنني أُسـْــقَى بمــاءِ خَطِيئَتـِـي

وخَطِيئَتـــِي أنـِّــي أُحــِــبُّ حَيـــَــــاتي

 

وأحـبُّ أن تُبـدِي الحقــولُ تبسـماً

بـالزهرِ نحـــوِي مـــن جميـعِ جهـاتي

 

وأحـبُّ أن تبنـي العقـولُ مـواطِني

بالحبِّ فـي الفجـرِ الضحـوكِ الآتــي

 

حُرِّيَتِـي شــمسٌ يضـيءُ شُـعَاعُها

رُوحِــي فتُشرِقُ بـالحروفِ دواتــي

 

كُن مَن تكُون فما لخِنجَرُكَ العِدَا

بل عــــادَ يَبعــــثُ حـــــدُّهُ مأسـاتي

 

مـا مـاتَ فــي الجسدِ العليلِ وريـدُهُ

حتــــى تلـِـــين لمـــا تـــــرومُ قنـــاتي

 

عجبـاً وقوفـُـك بـين حُنجَرَتـِي ومـا

تُبدِيه فــــــي فلتاتها مرآتـــي

 

في كـلِّ أرضٍ لـي مـن الأوصـال مـا

أعيـاكَ يـــومَ العيــدِ لـــمُّ شـــتاتي

 

فكـــأن فــي وجــهِ النعــيمِ متاهـــةً

وكـأن مســديها يــــدُ العــثـــراتِ

 

وَطَنِي وَإِن نَزَفَت جِرَاحُكَ مِـن دَمَـي

دَهــراً فَحَــقٌّ فِيــكَ فَقدُ حَيَـاتِي

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى