مقالات

“ثقافة التسوق السريع ”   (اونلاين )

عبهر نادي /المدينة المنورة 

عبهر نادي /المدينة المنورة 

نعيش في عصرٍ ساهمت فيه التقنية بشكل جذري على تطور ملحوظ في شتى المجالات الحياتية المختلفة مما وفر امكانيات غير محدودة في كيفية التواصل الفوري مع مختلف البرامج والتطبيقات الخاصة بالمعارف والعلوم والتعليم والترفيه بالإضافة لكثير من الخدمات الأخرى خصوصاً عبر الإنترنت ، ولعل من ابرز آثارها والتي عززتها جائحة كورونا أنها كانت عنصراً أساسياً في نمو الشراء المباشر عبر “الأون لاين” وظهر تأثيرها واضحاً كذلك على عادات التسوق فيه فساهمت في تعزيز التواصل بين البائع والمشتري وجعلته امراً سهلاً يتسم بالمرونة وفي متناول ايدي الجميع.

 

لم يعد الأمر يقتصر على شراء ما نحتاجه فقط بل تحول إلى سباق لاقتناء كل جديد دون حاجة ماسة له معتمدين في كثير من عمليات الشراء على التقييمات والآراء الإفتراضية ‏مما جعل ذلك السلوك يؤثر تأثيراً مبالغ فيه على الأفراد بشكل خاص والمجتمعات بشكل عام وقد يكون بلا شك للإعلانات الترويجية والأفكار التسويقية دور كبير في زيادة الإغراء لذلك والتأثير على القرارات الشرائية للفرد خصوصا مع بروز خطة التقسيط كوسيلة لجذب المستهلكين فهي توفر له حلاً مريحاً لإقتناء ‏المنتجات دون دفع المبلغ كامل مما يُشجع على زيادة الإنفاق وتُحمِّل كاهل المستهلك إلتزامات مادية تستمر على المدى الطويل ينتج عنها تراكمات مالية تؤثر فيه لتتحول إلى ضغط نفسي مُربك .

*وهنا يطرح السؤال نفسه كيف يمكننا الحد من انتشار تلك الظاهرة بشكل عشوائي ؟واستبدالها بثقافة مدروسة للإستهلاك السريع عن طريق ايجاد الحلول عبر خطوات تساعدنا في ذلك ، لاسيما في مواجهة شركات وأفراد تفرغوا تماماً لوضع خطط استراتيجية لزيادة الاستهلاك ؟

*أرى أنه بدايةً لا بد من زيادة الوعي حول قيمة المال وأهمية التخطيط المالي ومساعدة الأفراد على إتخاذ قرارات اكثر جدية في التقيد بميزانية محددة للشراء والإلتزام بها وقد يصبح ذلك الأمر سهلاً بتحديد الأولويات قبل وأثناء عملية الشراء مع تفضيل الجودة على الكمية والبعد عن التسوق تحت تأثير العروض المغرية ، وتشجيع الأفراد على العودة للشراء التقليدي المحلي وتجربة المنتجات قبل شرائها .

*وقد يكون التشجيع على ممارسة الهوايات هو بديلٌ جيد وأكثر اشباعاً لقضاء الوقت بعيداً عن متابعة الإعلانات و عروض الشراء ومغرياتها عبر المواقع المختلفة والكثيرة والتي إذا لم تخرج مع عمليات البحث عن منتج تظهر في انبثاقات مستمرة على مختلف التطبيقات والمواقع ، ولعلنا بإتباع هذه الخطوات البسيطة نعزز ثقافة الشراء ويكون الاستهلاك اكثر وعياً يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع بشكلٍ اكثر فعالية ومسؤولية وتساعد في تقليل عمليات الشراء غير الضروري والتحكم في العادات الإستهلاكية لدى الجميع ….

(وجهة نظر )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى