صموئيل نبيل أديب
على منصة صالون في حضرة الإبداع، وفي مركز التعليم المدني بالجزيرة، وقفت شابة تمتلك نظرات خجولة تشع ذكاء أكبر من سنها بجوار عمالقة النقد الأدبي في مصر الدكتور شريف الجيار عميد كلية الألسن جامعة بني سويف و الدكتور أحمد فرحات أستاذ الأدب بجامعة فارابي الأسبق مع الدكتورة شيماء عمارة مؤسس الصالون ضمن ندوة مناقشة ” رواية سينشي”
عن الكاتبة الشابة زينب محمد ذات النظرات الخجولة قالت الدكتورة شيماء عمارة :
عندما تقرأ سينشي ستذوب معها في أساطير الحب، كتاب خيالي عن الممالك الأسطورية في محاولة إعادة الروح لرواية الجيب مرة أخري ، تحتوي الرواية على معاني كثيرة من الرحمة و الشغف و الموت و الحزن ، روح بطلها سينشي الذي ثار على الواقع يبحث عن الحب.. كتبتها سيدة أعمال حاصلة على (ماجستير إدارة أعمال و حائزة علي جوائز في إدارة الأعمال والتخطيط، رسامة، وهي ضمن قائمة النساء العربيات الأكثر تاثيرا في 2017)
بعدها قالت الكاتبة زينب : أشكركم على الحب الكبير الذي استقبلتموني به ،أعرف أنني بين أهلي و بين أحضان حب المصريين و العاطفة الكبيرة من الأدباء الذين حضروا اليوم،
عن الروايه تحدث الدكتور شريف الجيار قائلا : لقد ذكرت على صفحتي اسم الكاتبة زينب محمد مرتبط بلقب كاتبة موهوبة ولقد قصدت ذلك لأني أرى موهبة متدفقة قدمت تطورا في أسلوبها بالكتابة بين الجزء الأول و الثاني، قلدينا فيما يعرف بأدب سيار منه أدب روايات الجيب التي تتحرك معنا ، زينب في كتابة هذا النوع تعتبر من المتميزين مثل الكاتب أحمد خالد توفيق، و قدمت جزئين من روائع الخيال تذكرنا بكتابات ألف ليلة و ليلة، و هي مؤمنة بالحب، و الخيانة، حبثذ رؤيتها تقوم على عدة حوارات متداخلة داخل بنية الرواية مبنية على الشخصية الأسطورية “سينشي” الكائن غير البشري، متداخلة مع رومانسيات عديدة بخطوط متشابكة أجادت دمجهما معا، و حتي بعد أن مات البطل في الجزء الأول فقد استطاعت أن تجعلنا نبحث في طريق إعادة البطل للبعث مرة أخرى في الجزء الثاني و تناقش بفلسفة وجودية أفكار عدة، و هي مرتبطة بأفكار يابانية سواء من منطوق الأسماء أو مواصفات بعض الأشياء داخل الرواية، و أجادت ربط السرد بين قصص متنوعة منتصرة لفكرة الوجود و الحب، معتمدة عن ثنائية الحياة و الموت، البشر فوق الأرض و الجنيات داخل عالم البحار، الجزء الأول ليس به زمن و الجزء الثاني في الثلث الأخير ينتهي عند سنه 2034 في إشارة ذكية بربط الماضي المليء بالأساطير و الخيال بالواقع المستقبلي في إشارة ذكية إلى أنه مهما الماضي كان جميلا فعلينا النظر إلى المستقبل، رسومات الرواية كلها مرسومة بدون عيون وهي إشارة ذكية إلى أن الرواية تتكلم عن عوالم لا تُرى بالعيون و إنما ترى بالقلب و أن الخيانة تعمي العين عن رؤية الحقيقة، و استخدمت أسلوب الكاميرا السينمائية بتوثيق تفاصيل المكان لكي تقنعك أن عالم الخيال حقيقة تعيش و تتحرك فيها
أما الدكتور أحمد فرحات أستاذ الأدب فقد قال : الكاتبة حاولت أن تبث قيم و مُثل بين ثنايا هذا العمل، ممسكة بتلابيب الأمور كالزمان و المكان بشكل ناجح جدا، بطلها سينشي يمثل الخير قادم من مكان مختلف عن البشر ، و في نقطة تحسب لها تجد تحت كل صورة في الكتابين هناك دائما كلمات و عبارات فلسفية نابعة من عمق الرواية بشكل فلسفي رائع، تناولت إشكالية الأسطورة و الخرافة و العلم ملخلخة كل القوى البشرية، و في داخل الرواية تجد أن معظم المصائب تأتي من رجال الدين المنافقين، مستخدمة أسلوب الراوي العليم و كان يمكن توظيف ضمير المتكلم بشكل أفضل من الراوي العليم، وهي تبث أيضا بعض الجمل الجميلة تناسب الشباب من القراء، و قد سارت في الجزء الأول برتم سريع بينما كان الجزء الثاني رتم الأحداث فيه أبطأ قليلا لاختلاف الزمن بين زمن البشر في الجزء الأول و زمن عالم البحار في الجزء الثاني ، و لم أجد في الجزء الأول إلا خطأين لغويين فقط و هذا يحسب لها، و لكن نعيب ظهور بعض الأخطاء اللغوية و النحوية و استخدام تعبيرات غريبة بعض الشئ ،ولكن إجمالاً فالعمل مناسب جداً لفئة الشباب والمراهقين لخفته وسلاسة تفاصيله
و قالت دكتوره شيماء : العمل به اسقاطات اجتماعية و الكاتبه معنية بتأصيل الأخلاقيات داخل نفوس الشباب كما هي معنية بالحب والعطاء والتسامح
و تقدم عدد من المثقفين بمداخلات سريعة حول العمل، فقال الروائي السعودي أحمد الشدوي : أن العالم الآن أصبح أسطورة مذهلة وأكبر مما قد يرد في عالم الخيال وما وراء البحار، كما قال معلقاً على دور النقد في حياة المؤلف أنه دور أساسي ومهم، لتوجيه الكاتب إلى المعايير التي يجب مراعاتها وأن النقد لابد ألا يتطرق لحمولة النص بقدر ما يتطرق للحيل السردية وأساليب الكتابة.
أما المفكر والمهندس جمال عسكر فتسائل عن اختيار الكاتبة لدولة اليابان للحديث عنها في روايتها
كما قدم الكاتب هشام فياض رؤية سريعة عن دمج الخيال بالواقع في عالم الرواية، واهدي الشاعر وائل هيبة أبيات شعرية للكاتبة و حضر أيضا المفكر و الشاعر محمود حسن رئيس مؤسسة الكرمة
