Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
حوارات صحفيه

حوار نادى إبداع الاعلامى مع الناقد و المفكر مجيب الوصابى

حوار :زينب على درويش

حوار :زينب على درويش

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية كان لصحيفة إبداع الاعلامى لقاء مع الناقد والمفكر الأكاديمي و مدرب وطني في مهارات تدريس اللغة العربية مجيب الرحمن الوصابي

 

وكان عنوان حديثنا عن علاقة الإعلام ووسائلة الحديثة باللغة العربية

 

س/ من خلال العلاقة الوثيقة بين اللغة العربية والإعلام بأنواعه هل يمكن تقييم هذه العلاقة في ضوء التطورات المارثونية في وسائل الاعلام ودورها في تكوين الشعور القومي؟

 

الإعلام من الأمور المهمة ذات العلاقة الوثيقة بموضوع اللغة

ودورها كعامل من عوامل تكوين الشعور القومي؛ وقد اثبتت الدراسات والبحوث العلمية أن للإعلام دورا يفوق دور التعليم وبل أقل كلفة في نشر الثقافة ، الامر الذي قد زاد من خطورة هذه الوسيلة

وللإعلام جوانب سلبية وله أيضا جوانبه الايجابية في كافة الوجوه

 

س/ حدثنا أولا عن الأمور الايجابية، نحب التفاؤل

 

الحق يقال بأن وسائل الإعلام استطاعت أن تكوّن لغة عربية فصيحة مبسطة يفهمها الجميع الى حد بعيد الجمهور الواسع من أبناء الأمة العربية

ومن حسن الحظ ان هذه اللغة أصبحت شائعة متداولة في كل الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه؛ فكل البرامج والأخبار التي تبثها القنوات الفضائية العربية تستخدم هذه اللغة العربية وهذا يضمن لها انتشارا وجدية ، ولا ننسى قنوات الأطفال مثل “سبيستون” التي اسهمت في تكوين جيل واسع، أذكر هنا أن عديد الطالبات الموهوبات والطلاب أقروا أن قناة “سبيستون” ساهمت في تكوينهم اللغوي وفصاحتهم ولها فضل عليهم ،ولا ننسى ايضا مجلات الاطفال ومجلة العربي في جيلنا قبل أن تطغى وسائل الإعلام الحديثة وتكاد تقضي على الكتابة الورقية

لكن يمكن التأكيد أن هذه اللغة العربية التي انتجتها وسائل الاعلام من منتصف القرن الماضي كان لها أثرها الفعال في الاندماج الثقافي العربي وتعميم الثقافة وتيسير سبل الفهم العام في البلاد العربية.

هذا الأمر نفسه يصح على لغة الكتاب واقصد بها الاصدارات الأدبية والفلسفية ودواوين الشعر والروايات والقصص وإن كانت هذه اللغة أرفع الى حد ما من لغة الصحافة، إلا إنها هي كذلك عامة الفهم وموحدة الى حد بعيد في جميع البلاد العربية.

 

س/وما هو الدور السلبي الذي ترى أن وسائل الاعلام لعبته وما زالت من زوايا متعددة؟

 

هذا المؤلم والهم الذي يؤرق كل المختصين وعشاق اللغة العربية وهذه السلبيات لها مظاهر شتى فقد ساعدت وسائل على دخول عدد من المصطلحات والتعابير والكلمات الاجنبية لا يستهان بها في التداول وهذا ايضا مجال للإشكال بين الضرورة والترف لن نخوض فيه.

كما أن وسائل الإعلام تساعد على نشر الأخطاء في النحو والاستهانة بقواعد اللغة

وفي أحيانا كثيرة نراها تساعد على نشر انحرافات لغوية في مجالات اخرى كالتراكيب وطريقة التعبير ولعل أبرز مظاهر ذلك هو ترجمة المصطلحات وطريقة التعبير الموجودة ، على اننا هنا ينبغي التمييز بين طبيعة اللغة العربية الشفاهية الخالصة واللغات الاخرى ذات الطبيعة الكتابية المحضة في لغات أجنبية حية كالإنجليزية والفرنسية

 

س\ ماذا تقصد بالخصائص الشفاهية الخالصة للغة العربية والطبيعة الكتابية المحضة للغات الاجنبية ؟

 

إنّ لكل لغة طريقة في التعبير وطريقة في التركيب ولكل لغة مفاهيمها فعندما نتكلم بالعربية علينا ان نستخدم مفاهيمها وطريقتها في التركيب والتعبير، ولأن اللغة العربية في كل تراثها الأدبي كانت لغة محكية مشافهة ظلت محافظة على خصائصها الشفاهية الى عهد قريب وتحديدا الى منتصف القرن العشرين قبل ان يتحول العرب بلغتهم تحولا جذريا الى طور الكتابية وما افرزه هذا من ضياع للخصائص الشفاهية فانت تجد من يستطيع الكتابة لكنه لا يستطيع الحديث وهذه بلوى بل ان كثير من المناهج النصية اخذت تحاكم تراثنا الشفهي الخالص من وجهة نظر كتابية محضة واطلقت احكامها التعسفية على ذلك التراث وهذا طبيعي لان العقلية الكتابية غير العقلية الشفاهية ، لكنهم اليوم قد فطنوا للخصائص الشفاهية في اللغة واتحدث هنا عن (الآخر) فنقرأ ونسمع الاناجيل المحكية بلغات محلية ( الانجيل المصري) الانجيل المغاربي وخلاصة القول ان لغة الاعلام اليوم تفقد تدريجيا خصائص اللغة العربية الشفهية

 

س/ وما الحل من وجهة نظرك في اعادة الخصائص الشفاهية الى لغة الاعلام ؟

 

حقيقة هذا الامر ما أسعى اليه جاهدا في دراساتي وبحوثي من خلال تتبع الخصائص الشفاهية للغة العربية ومحاولة الكتابة بها والاساليب الانشائية التي تكاد تندثر من لغة الاعلام بالإضافة الى الاساليب البلاغية المختلفة وإن كنت أرى ان اكتساب اللغة العربية لابد ان يبدأ بالتلقي السماعي كي تتمكن الملكة الشفاهية وتصير سلوكا نطقا وكتابة.

 

س/هل ترى أنه مازال للغة العربية مستقبل بعد تعلم الكثير من الجيل الجديد بما يسمى” فرانكو “للكتابة .؟

 

إثارتك أستاذة زينب لظاهرة ( فرانكو عرب) تلامس الواقع فهنا في تونس يلجأون للكتابة بها بل في كثير من الدول ربما لطبيعة أجهزتهم التي تخلو من الحرف العربي..لكن بالتأكيد اللغة العربية لها مستقبل بحرص الأبناء وتضافرهم حولها..لان اللغة بها

.العزه والهوية والكرامة ..والكتابة بالفرانكو هى اختصارات من خلال الكتابة بالحرف اللاتيني بدل العربية وهو يعد ابتعاد عن اللغة العربية وحروفها الانيقة ..وهناك أصدقاء لى من الأتراك أحسوا بغربتهم عن تراثهم

بعد أن حولوا الكتابة من الحرف العربي الى اللاتينى إبان ثورة اتاتورك فأصبحوا الآن يعانون من عدم قدراتهم على قراءة ما في تراثهم بالحرف العربي في كثير من مخطوطاتهم وتراثهم بل يجدون مشقة في قراءة شواهدالقبور … حقيقة ظاهرة الكتابة بالحرف اللاتيني

موجودة واخشي أستفحالها! ولكن اعود و اقول ما أجمل الخط العربي! فيه من الأناقة والرشاقة ما لا نجده في كل حروف الدنيا ولن نستغنى عن الخط العربي

 

س/ ما أقرب بيت شعر إلى شخصيتك المحبة للغة العربية؟

 

كثيرة هي الأبيات الشعرية التي اترنم بها ولكن يعجبني عبدالله البردوني فى قصيدته ابو تمام و عروبة اليوم التى يقول فيها

ورحت من سفر مضن إلى سفر أضنى

لأن طريق الراحة التعب

لكن أنا راحل في غير ما سفر

رحلي دمي .. وطريقي الجمر والحطب

إذا امتطيت ركابا للنوى فأنا

في داخلي .. أمتطي ناري وأغترب

قبري وماساة ميلادي على كتفي

وحولي العدم المنفوخ والصخب

 

عبدالله البردوني شاعر اليمن الاكبر

 

س/ما هى نصيحتك للشباب فى يوم العالمى للغة العربية

 

اقول لكل شاب عربي إن لغتك العربية هى هويتك وكما تعتز بأبيك وأمك

 

العربية لسان العلم

فمن أن أدرك العربية علم الله

ومن علم الله حسن إيمانه

يجب أن تعتز بلغتنا فنحن العرب متوحدون بلسان عربي وهى أصلنا وتجعلنا متفاهمين ومتحدين من الخليج العربي الى المحيط الأطلسي..من جنوب الجزيرة الى شمال أفريقيا. هى قوميتنا…. هى الحياة أعتزازنا بها دليل على وعينا واذا أردنا أن ننتصر لابد وأن ننتصر للغتنا ولابد وأن نتحدث باللغة العربية الفصحى والتى هى لغة القرأن الكريم

 

وكما قال الشاعر حافظ ابراهيم فيها من الدرر واللؤلؤ

 

أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

 

اللغة العربية فيها من الأسرار والجمال ما ليس فى لغة آخرى

فلابد وأن يهتم بها أبناءها فبها من الاساليب البلاغية ماليس فى لغة آخرى.

شكرا على هذا الحوار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى