فــــلاســـفـــة الـــنـــابــتــة


الشاعر :مصطفي محمد كردى
لـقـد دارَ الـزّمـانُ فـجـاءَ قـومٌ
يـظـنّـونَ الـتّـفلسُفَ كـالـكلامِ
ومـا عَـلكُ الـمعاني فـي جدالٍ
سـوى شِـبَعِ الـعديمِ بـلا طعامِ
فـلن تُـكسى بـطولِ الهذرِ لحمًا
ولـو دهـرًا وقـفتَ على العظامِ
سـتـبـقى جـاهـلًا باللهِ قـطـعًا
ولـــم تـقـطع يـقـينَكَ بـاتّـهامِ
فـمـن عـرفَ الإلـهَ بـدونِ ذوقٍ
كـمـن عـرفَ الـغرامَ بـلا غـرامِ
ومن وصفَ الصّيامَ بدونِ صومٍ
كـمـن نـعـتَ الـقيامَ بـلا قـيامِ
ولا تـضرب بـسيفِ الـوهمِ ظنًّا
بـأنّكَ قـد نـجوتَ مـن الـسّهامِ
فـمن طـلبَ النجاةَ بدفنِ رأسٍ
سـيلقى الـدّفنَ حـتفًا كـالنّعامِ
وقـد خـاصمتَ أهـلَ اللهِ جهرًا
فـدع أهـلًا وأقصِر في الخِصامِ
ولا تـعجَل إلى التّحريمِ واعلم
بـأنّكَ قـد عـجِلتَ إلـى الحرامِ
ضـربتَ بـقولِهم مـن دونِ فـهمٍ
فـهـذا الــرّأسُ أفـرطَ لارتـطامِ
لـقد أسـرى بـهم للقُدسِ قُدسٌ
وسـارَ الـوَهمُ منكَ على الظّلامِ
ومـــا كـــذبَ الـفـؤادُ بـمـا رآهُ
ومــا زاغَ الـمـقالُ عــن الـمرامِ
لـقد شـهِدوا بـما شـهِدوا ولكن
حُـرِمـتَ شُـهـودَ شَـهدٍ بـاللِّثامِ
ولــو ذُقـتَ الـذي ذاقـوهُ يـومًا
لـمـا ألـجـمتَ ذوقــكَ بـاللِّجامِ
فـسَـلِّم لـلـذي قـد ذاقَ واسـلَم
وتركُ الخَوضِ أسلمُ في السّلامِ