جنتي و ملاذي


الكاتبة:زينة سليم البلوشي
الجزء الثالث: الشباب
عندما بدأت مرحلة الشباب بدات ابحث عن طريقي في الحياة في هذه الفترة و على الرغم من انني اصبحت كبيرة في العمر و تجاوزت مرحلة المراهقة الا انه امي حفظها الله لي من كل شرا و مكروه كانت تراقبني و تتابعني بكل حرص و خوف الا ان مراقبتها لي كانت من بعيد حتى تعطيني حرية لاكون نفسي و اسعى في طريقي و كانت دائما هي الداعمة لي و التي حرصت على تربيتي التربية الصالحة و كانت تخبرني دائما انه يجب علي ان اكافح حتى استطيع الوصول
الى غايتي و تحقيق هدفي و احلامي و انه يجب ان لا استسلم ابدا مهما كانت ظروف الحياة و مهما مررت بمصائب يجب علي ان اتجاوزها و ان اكافح حتى انال ما اريده و ان اصبر فالصبر مفتاحا للفرج و ان اسعى لانه الله سيكون معي دائما
لانني احاول و لم استسلم و كنت متيقنة بان الله لن يخيب رجائي و لا دعائي فهو يقول”ادعوني استجب لكم” و تعلمت من والدتي شيماء
بان الفشل ليس نهاية الطريق بل هو بداية جديدة لقادم افضل و اجمل و كانت نبع الحنان حريصة على ان توجهني الى الطريق الصحيح ان وجدتني في الطريق الخاطئ و كانت تخبرني بان العزيمة و الاصرار من اهم الامور التي يجب ان يتحلى به
اي شخص حتى يستطيع تجاوز المحن و الصعوبات كم انني اتذكر كل لحظة كافحت امي من اجل اسعادي انا و اخوتي و كافحت من اجل دراستنا و ان نكون في اعلى المراتب و كم كانت تتعب الليالي و ترهق نفسها حتى ترانا في القمم كم كانت لحظات سعيدة عندما علمت بنجاحي انا و اخوتي و بحصولنا على درجات متميزة على الرغم من انه بعض الذكريات كانت قاسية الا انه كل ذكرى تواجدت فيها امي كانت بالنسبة لي خير ذكرى و نعمة تواجد امي نعمة اشكر الله عليها في كل وقتا و حين و بعد مرور ايام قررت السفر الى احدى الدول حتى احصل على وظيفة مرموقة و ابدا بداية جديدة على الرغم من صعوبة الموضوع بالنسبة لي ولوالدتي الا انها وافقت على ان اكون نفسي ووصتني ان اعتني بنفسي و ان انتبه على ديني و ان لا تغريني امور الدنيا التي لن انال منها سواء الدمار فطاوعتها و من ثم بدات بتجهيز شنطة سفري و اموري حتى اغادر وودعت عائلتي الغالية بقلبا حزين و على الرغم من معرفتي بانه الغربة ليست سهلة الا انني اخذت هذا القرار بعد فترة طويلة من التفكير في الامر بعد مرور السنين بدات انظر الي الحياة بنظرة مختلفة تماما عن السابق حيث انه الغربة علمتني الكثير و قررت ان
اعود الى عائلتي التي لطالما فقدت وجودها بجانبي على الرغم من ان الاتصالات و الرسائل كانت بيننا طوال السنين و لم تنقطع يوما الا انها لم تطفي الحنين و الشوق الذي بداخلنا ابدا فبدات اجهز اموري حتى اعود باسرع ما يكون و اقبل جبين والدتي و نبع الحنان و احتضنها بكل حب و اركض بين احضان اخوتي و استقبل الامان و الدفئ و بعد ساعات طويلة تجاوزت 5 انتهيت من تجهيز اموري و انطلقت بسرعة البرق الى المطار حتى اعود للديار و عند وصولي للمطار ركضت مسرعة حتى استطيع اللحاق بالطائرة و شاء الله ان اصلها بسلام و ان اتواجد قبل ان تقلع
بدقائق قليلة فقط و الا كانت الطائرة غادرت دوني و كانت لتاكلني نيران الشوق و الحنين و الغياب و لكنت انتظرت يوما اخرا و لكن بفضلا من الله تيسرت و لم تتعسر فالحمدلله صعدت الطائرة و انا اتنفس بصعوبة بالغة فلقد ركضت كثيرا و اتت مضيفة الطيران و جعلتني اجلس في المكان
المخصص لي و كان الجناح الذي حجزته هو جناح للشخصيات المرموقة حجزته حتى اعيش لحظات الفرح و اشعر بشعور الاكابر و الاغنياءو عندما جلست في المقعد المخصص لي امرت المضيفة بان تجلب لي ماء حتى ارتوي و اهدى فلبت طلبي بكل حبا و اخلاص و من ثم بدات اتابع بعض المقاطع من خلال الشاشة المتواجدة امامي حتى استغل الوقت و استطيع نسيان شوقي لامي و ينقضي الوقت و اصل بسلاما و امان بعد مرور ما يقارب 4 ساعات وصلنا و الحمدلله و بدات باخذ مستلزماتي و من ثم غادرة المطار و طلبت سيارة لتقلني لمنزلي حتى افاجى اهلي بوصولي و حتى ارى تعابير الصدمة في وجهم فهم لا يعلمون بقدومي و بعد تفكير دام لساعة افقت على صوت صاحب العربية يناديني ها قد وصلنا الى وجهتك و نزلت و قمت بتنزيل اغراضي و عندما انتهيت ركضت مسرعة اصارخ باسم امي فاذا بي اراها تفتح الباب سريعا و كانها كانت بانتظاري و عيناها اغرقت بالدموع و كانها امطار غزيرة قد نزلت فلم تكف عن البكاء و احتضاني حتى قلت لها يا امي
ها انا بجانبك و ساظل معك للابد و لن اغادر مرة اخرى فتطمني فهدات و من ثم ركض اخوتي و ارتموا في حضني و اصبحوا يقبلوني بكل شوقا وحب و من ثم دخلنا للمنزل و السعادة تسيطر علينا و الدموع لم تقف في ذلك اليوم و بدانا نتحدث عن كل شي يدور في خواطرنا و بدات اتكلم كيف كانت الحياة في البلد الذي ذهبت اليه و كل منا كان له قصة و حكاية يسردها فقضينا ذلك اليوم بين دموع و احاديث حتى غلبنا النوم
فاستيقظنا في يوم جديد و بدانا حياتنا من جديد و كاننا نسترجع ذكرياتنا السابقة التي كلما تذكرتها شعرت بالحنين و الشوق حتى ارجع اعيش لحظاتها.