الأدب والشعر

سِرُ الإبداع ..التأمل

أبوطالب محمد دغريري

أبوطالب محمد دغريري

الفصاءُ الشاسع ..بنجومهِ المضيئة وقمره الوضاء وشمسه الوهاجة ..سِرٌ بديعٌ لأنَّه من إبداع الحكيم جل في علاه، وسِرٌ عميقٌ تشرئبُ النفوس جماله وترتوى من بديع ِ إتقانه، يبعث النظر في الفضاء الشاسع بأرضه الخضراء وسماءه الزرقاء في النفس الإرتياح وفي القلب الإطمئنان ،يقوي الإيمان في النفس ويُهئ فيها التطلع ُ إلى الإتقان.

لولا تأمُل الإنسان في الكون الفسيح ماتوصل عقله إلى الإبداع وذلك كله بعد توفيق المنَّان جل في علاه ؛كيف اخترع المخترع واكتشف المكتشف إلا بالتأمل.

التأملُ ليس التحديقُ بالعين فحسب بل نظرٌ بها وإعمالٌ للتفكير الذهني والقلبي ؛سِر العظمة لله عزوجل في الكون هو قدرته وحكمته جل وعز وهو الخالقُ خالق كل شئ .

وسر الإبداع للبشر التأمل في خلق الله ولاتوجد مقارنة بينهما اوحتى مجال لها بين إبداع الله تعالى وعظمته الذى خلق كل شئ وجعله في أحسن تقويم وبين إبداع البشر الضعفاء ؛ التأملُ في حق البشرية ضعفٌ مطلق وبذلك يكون إبداعُ البشر مبني على ضعفٍ مهما كان هذا الإبداع قوياً ومتقناً والله تعالى يقول {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا }(85)

أي كلُ كثير في حساب البشر هو قليل عند الله لأننا بنص القرآن الكريم ماأوتينا من العلم كل العلم عند البشر علم الشريعة والأصول والفضاء والتقاناة والنانو كله وغيره يدخل في الإستثناء {إلا قليلاً}.

الإبداعات البشرية هي إجتهادات ٌ مبنية على أسس ٍ علمية لا تكادُ تخلو من خطإٍ وزلل.

التأمل هو النظر في مخلوقاتِ الله والتفكر فيهاو كان عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- يرى أنّ التفكّر والتأمّل في نِعم الله على العبد من أفضل أنواع العبادات .

ياقارئ نثري هلا بعد تأديتك لصلاة العشاء نظرت إلى السماء من رفعها بلاعمد وأضاء فيها النجوم التى لايحصرها إلا الله عزوجل .تفكر ..تفكر ..والتفكر عبادة ماعرف فضلها إلا من اتبع الهدى النقي وابتعد عن كل فعل ٍ مشين .

المتفكرُ والمتأمل تجده في إيمانه صادقاً رقيق القلب إذا صلى غاص بفكره في آيات الله المتلية إذا مر بإستغفارٍ استغفر وإن مر {باياأيها} رعاها السمع والقلب.

غفلنا عن التأمل حتى خلت صلاتنا من الطمأنينة وكذلك الحج ُ خلا من التأمل والطمأنينة إلا من رحم ربك مع أنَّه في نظري العبادة التأملية الكُبرى وإذا خلت عبادتنا من الصيغة التأملية فقدنا طعم اللذة في المناجاة والعبادة ولذتها وحلاوتها بل وروحانيتها.

أوليس بربكم ياأولى الحجى عندما يُكبر المؤمن معلناً دخوله في مناجاة الرحمن ..يرمى بالدنيا خلف ظهره ويتأملُ في عظمة البارئ ويتفكرُ في كل مايُتلى من آياتٍ محكمات بينات..

التأمل ُنسيناهُ وماجعلنا له مكانه الذى يليقُ أن نجعله فيه..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى