لغة بلا حروف


عبهر نادي ..المدينة المنورة
“لغة خفية لا تحتاج إلى ترجمة ولا تخضع لقوانين المنطق، لغة تتجاوز الحروف، تنساب بين الأنفاس وتظهر في أبسط التصرفات، لا يمكن حصرها في كلمات ولا حبسها في رسائل، هي بمثابة نبض يحيي أرواحنا، وألوان تُزين حياتنا.
أنها لغة المشاعر …تعطي بلا حساب ولا تحتاج إلى إثبات، نشعر بها دون تفكير، تتدفق من القلب لتصل إلى القلب. تارة قوية كالعاصفة، وتارة كموج البحر بين مد وجزر. عميقة كالارض وهي تحتضن بذور الحياة التي تتحول إلى أشجار تتناثر اوراقها لتعكس ألوان مشاعرنا. منها ما هو أخضر يانع ينبض بالأمل والسعادة، ومنها ما هو أصفر ذابل يحمل أثر الحزن والحنين. وآخر يوشك أن يتفتت تحت وطأة الزمن وكأن كل ورقة تروي قصة شعور د.
أشعر أنني أحتاج أن المس بعض تلك الأوراق برفق وأحيانا *بحذر خوفاً* من اشواكها ولكنني أتذكر أن تلك المشاعر هي ماتجعلنا بشراً وتمنح حياتنا طعمها الحقيقي.
قد تختبئ مشاعرنا تلك خلف صمتٍ طويل نظرة عابرة، أو ابتسامة خجولة أو كلمة بسيطة تحمل بين طياتها الف معنى *و معنى*.
هي مشاعرٌ حقيقية لا تحتاج إلى بهرجة أو ضجيج يكفيها أن تكون صادقة ونابعة من الأعماق. فلنعبر عنها برحابة صدرٍ دون خوف من الرفض أو السخرية.
وفي خِضم ذلك يأتي التحدي الحقيقي حين نعي أن ضبط المشاعر ليس قيدا على الحرية، بل هو من يعلمنا كيف نحافظ على قلوبنا وقلوب من نحب. فلنعطها حقها دون تفريط بها أو تقليلٍ من شأنها.
امنحوها فرصة لتزهر وتضئ قلوبكم ، لا تنتظروا الوقت المناسب لتعبروا عنها فكل لحظة هي فرصة للحب .. للتقدير .. للإمتنان.
تذكروا دائما أن صفاء القلوب لا يحتاج إلى كلمات فقط، *بل* يحتاج إلى من يقدرها ويشعر بها ويحتضنها.
الحياة رحلة مليئة بالألوان، وأجمل ما فيها أن نعيشها بقلوب ٍ تنبض بمشاعر نقية، ويبقى صدق المشاعر اسمى مانهديه لمن حولنا.