رثاء


الشاعر : عصمت حسان
وكتبتُ قبل النادبــاتِ رثــائي
وجعلـتُ ما يأتي الغــداةَ ورائــي
روّيـتُ كثبانَ البـلادِ
بأدمعـي
ورســمتُ حقـلاً يا نعاً صـحرائـي
دوزنت قيثارَ الوفاءِ
بأضلعي
ورتقتُ بالحبـــــــرِ النبيــــلِ دمائي
هل كنتُ أرثي الذاتَ
أم جرحي أنا
جرحُ الترابِ وقد أحـــــــلَّ بكائــي
والشاعرُ المقهورُ شـــــعبٌ
مُوجَــعٌ
والشــعرُ يســمو لــــو يكون فـدائي
جنحايَ للعصفور أمنــحُ
نغمــةً
ولكـمْ تتــوقُ إلى النشــيدِ ســمائي
ويدايَ بنــتُ الـريحِ
قلبــي هاجـسٌ
أنْ يــرفدَ النهـرَ المغـــــرّدَ مــائـي
أنا في خضـمّ الحقــلِ
روحي وردةٌ
والعشــبُ خطـوي ، والنســيمُ ردائي
ما كنتُ أبعـدُ عن قلوبٍ
جُـرّحَــتْ
أنــا بلســـمٌ ورحيــقُ كـــــــــلّ دواءِ
ما كنتُ أنتظرُ الرحيــلَ
لأنثني
حـــــرفــاً يجيدُ مـــرارةَ الإصغـــاءِ
فمدامعي حبرٌ ، وســطري
خطــوتي
وقصيـــــــدتي امراتي وكـلُّ نسـائي
ما كنتُ أنتظرُ الضــريحَ
فمــوتكمْ
مــوتي، وصحوتُــكمْ شــذى إحيــائي
لو تقرأونَ الفجـــرَ
كنتــــم صرختــي
وعــــلا على هــذا المــواتِ نــدائــي