زينة سليم سالم البلوشي
ما هي الحياة يا ترى؟ هي رحلة مؤقتة لكل منا تبدأ عند ولادتنا نعيش اللحظات والتجارب ونتعمق فيها هي المرحلة التي تبدأ فيها رسالتنا التي ولدنا من أجل إيصالها مرحلة قصيرة من العمر لا تدوم طويلا نتعلم فيها كيف نحيا ونجاهد لأجل أن نعيش الحياة مليئة بلحظات لا تنسى ومواقف عديدة عشناها ودموع فرح انهمرت من أعيننا وأحزان تراكمت في قلوبنا هي حلم مؤقت سيزول مع الوقت ولن يبقى يجب أن نعلم أننا الآن كأننا في حلم ويوما ما سينتهي هذا الحلم لنستيقظ على واقع جميل وحياة أبدية وسعادة لا توصف الحياة هي فرصة لكل منا لنتعلم كيف نعيش وكيف نترك أثرا صالحا وجميلا في قلوب الآخرين نتعلم كيف نواجه الصعاب ونرسم طريقنا بكل حب وسعادة وشغف هذه المرحلة تحدد إلى أين سنذهب بعدها وكيف سيكون مصيرنا نبدأ الحياة بقلوب طاهرة وبريئة فهل سنحافظ عليها هكذا أم ستغرينا مغريات الدنيا وتنسينا ما جئنا لأجله؟
و ما هو الموت يا ترى؟
أما الموت فهو النهاية المحتومة والمكتوبة لنا جميعا كلنا راحلون من هذه الحياة ومصيرنا هو الموت لكن هل الموت هو النهاية؟ لا إنه بداية لحياة جديدة أبدية وسعيدة خالية من الهموم والأحزان الموت هو الانتقال إلى عالم آخر حيث نتذكر كل ما حصل معنا في الحياة وتأتي الذكريات كأنها شريط كامل عما عشناه قد يبدو الموت مخيفا لكنه حقيقة يجب أن نتقبلها علينا أن نترك أثرا جميلا في الحياة حتى تكون خاتمتنا حسنة عند الموت نكون مستعدين للإجابة ومقابلة رب العباد دون خوف أو قلق لنستعد بقلوب راضية ولنكن مصدر خير وإلهام للآخرين ونترك أثرا جميلا لا يمحى.
والآن بعد معرفتكم ما هو الموت والحياة هل تساءلتم يوما عن سبب تواجدكم الحقيقي؟ وما الهدف الذي من أجله وجدتم في هذه الحياة؟ ربما نفكر في هذه الأسئلة بعمق مما يجعلنا نبحث عن الإجابات في الكتب أو لدى العلماء أو من تجارب الآخرين أو حتى في خيالاتنا الواسعة لكننا نستمر في البحث دون توقف ونطرح الأسئلة العميقة التي تحتاج إلى قدرة لاستيعابها.
الحياة والموت هما وجهان لعملة واحدة وكل منهما يكمل الآخر في كل نهاية هناك بداية جديدة يعلمنا الموت أن نعيش الحياة بكل ما فيها أن نحتفل بكل لحظة وأن نحب بصدق فلنستقبل الحياة بكل تحدياتها ولنحتضن الموت كجزء من هذه الدورة الأبدية دعونا نعيش بشغف ونترك بصمة في قلوب الآخرين ونجعل من كل لحظة بداية جديدة فالحياة رغم كل ما فيها من صعوبات هي هدية والموت رغم كآبته هو دعوة للتأمل في جمال هذه الهدية.
