أمي أنا هنا .. ! ..الجزء الثاني


مريم دغريري
ومازالت عائلة زين تعيش لحظات فقد ولدها ..
انطلق أحمد إلى مقر المشروع الجديد ترافقه زوجته التي كانت تراقب الطريق من خلف زجاج السيارة وتتأمل تلك الشجيرات على جانبيه فجأة بدأت بالبكاء وقالت أنظر ياعزيزي هنا فقدنا صغيرنا و اليوم نودعه من هنا للأبد أجابها أحمد لا ياسعاد لن نبتعد كثيرا مقر المشروع خلف هذه القرية التي على طريقنا سوف نستمر بزيارة هذا المكان كما كنا لاتقلقي ..
و عند و صولهما للمنزل الجديد في حارة تسمى حارة الربيع بدأت قصص و أحداث عاشها الزوجان معاً في هذه الحارة حيث كان أحمد يذهب في الصباح الباكر إلى عمله و في المساء يقضي جزء من وقته مع الأصدقاء في مقهى الحارة و سعاد تلتقي الجارات حيث يجتمعن من أجل قضاء بعض الوقت مع بعضهن البعض كماهو الحال مع النساء و لكن كان البعض منهن لديهن مشروع يعملن فيه وهو حياكة الصوف و صناعة بعض الأشغال اليدوية حيث يجتمعن في منزل الخالة فريدة و هي أكبرهن سناً قامت بتدريبهن على حياكة الصوف وبعض المنسوجات التي تجيدها و بعد الإنتهاء من كل دفعة تأخذها إلى صاحب متجر تعرفه يبيعها و تقبض ثمنها ثم تقوم بتوزيعه على العاملات معها من نساء الحارة ..
وقد جمعت سعاد صداقة مع جارتها فاطمة التي كانت بالمنزل المجاور لهما و ذات يوم رافقتها في زيارة للخالة فريدة و أعجبت بعملهن ورغبت بالانضمام معهن في هذا العمل و لكن ظلت تفكر أثناء سيرها في طريق العودة إلى المنزل هل سوف يوافق أحمد على عملي معهن أم لا ..
و عندوصولها هرعت إلى المطبخ من أجل تحضير الطعام وهي شاردة الذهن و كان أحمد يراقبها دون أن تشعر ثم سألها سعاد مابك اليوم ؟ أشعر بأن هناك أمر أخبريني ترددت قليلاً ثم أخبرته وطلبت موافقته على انضمامها معهن إبتسم ثم أجابها : و هل لديك شك في عدم موافقتي و أنت تعلمين جيداً أنك الحياة بالنسبة لي يا أم زين لم و لن أرفض لك طلب أبداً ماحييت رغم أنك لاتحتاجين إلى العمل و ضعنا المادي ممتاز الحمدلله و لكن ياعزيزتي يسعدني جداً أن أشاهد أجمل أبتسامة على وجهك وسوف ادعمك بما تريدين ..
فرحت سعادكثيراً ثم قالت : هل تأخذني إلى السوق لكي أحضر بعض الأغراض اللازمة للعمل لأني جديدة هنا ولا أريد أن أكون وحدي في السوق، مسك بيدها ونظر إليها وقال لا لن ارافقك إلى أي مكان ياسعاد الآن أريد أن اخلد إلى النوم إني أحتاج قليلاً من الراحة ثم عند المساء سوف نذهب معاً إلى أي مكان تريدين الذهاب إليه ..
وبعد أن استيقظ أحمد على الموعد و تناول فنجان القهوة انطلق بصحبة زوجته إلى السوق و كان ينظر إليها وهي تختار الأغراض التي تريدها و تجول هنا و هناك بفرح وسرور وهو يتبعها والدموع تذرف من عينيه ويقول : إنني لم أشاهد هذه السعادة عليك منذ زمن ياعزيزتي نظرت إليه ماذا قلت يا أحمد قال: لاشي أقول أكملي شراء ماترغبين بشراءه ولاتنسين أغراض المنزل سوف أكون منشغلاً غداً لن أحضرمعك إلافي إجازة نهاية الأسبوع ..
ومضت الأيام أصبحت الصداقة بين سعاد وجارتها فاطمة أم أنس و كذلك بين زوج فاطمة جمال وجاره المهندس أحمد علاقة قوية جداً حيث كان اجتماعهم دائم لتناول الطعام و شرب القهوة ومتابعة التلفاز أو الذهاب في رحلة سياحية إلى الريف وكان أنس ليس فقط إبن لفاطمة و جمال بل كذلك أصبح إبناً لسعاد وأحمد حيث كان يساعدهما في قضاء بعض الأمورالتي يحتاجان إليها وكان يقضي وقت مع أحمد في مكتبته التي في منزله لأنه يحب القراءة و الإطلاع و يناقش أحمد في بعض الكتب وإذا كان جمال برفقتهما في المكتبة لايطيل البقاء و يذهب أو يطلب تغيير موضوع القراءة لأنه لايحب القراءة و لايفهم شي عن الحديث الذي يطرح بينهما .. و بعد أن أكمل أنس دراسته الثانوية وتم قبوله بكلية الطب البشري أرادت الأسرتين الاحتفاء به وانطلقت التحضيرات لذلك فوراً و تم تقسيم العمل بدأ احمد و جمال في التحضير لتزيبن حديقة المنزل من أجل إقامة الحفلة بها وكذلك فاطمة وسعاد قمن بتنظيف المنزل وإحضار بعض العاملات من أجل المساعدة في ذلك و كثر التجوال في السوق من أجل جلب الأغراض اللازمة وقبل موعد الحفلة بيوم نزل جمال إلى قبو منزله حتى يحضر مقص تقليم الأشجار لتقليم أشجارالحديقة ثم تبعه أحمد دون أن يعلم مايخبئه القدر له .
… يتبع