شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــآم


الشاعر :مصطفي محمد كردى
شــآمُ قـلبي وقـلبي الـيوم مُـحتَرِقٌ
أنَّــى الـحـياةُ إذا مـا قـلبيَ إحـترَقا
رَضَـعتُ مـنها عُيونَ الشِّعرِ في دَنَفٍ
والـيوم جَـفَّت مـآقي البَوحِ فاختَنَقا
طُـوبـى لأهــلٍ بــأرضٍ كـلُّـها عَـبَـقٌ
يَـشـتاقُ سـاحـتَها مـا أَنّ و انـسحَقا
تـهـدي مـسـاجِدُها عُـمـيًا إذا نَـهَـلوا
مـعنى الـسَّماحَةِ مِن أجراسِها أنطلَقا
يـا ويـحَ نـفسٍ إذا مِـن مائِها حُرِمَت
مـعنى الـشُّموخِ لـها فـي مـائِها غرقا
فـيـهِ الـحـياةُ وهـذا الـدَّهرُ يَـشهَدُهُ
والـمـوتُ فـيهِ إذا مـا أَمـنُها اخـتُرِقا
أعـطَت دروسًـا لـها فـي العلمِ مَنبعهُ
نَـبعُ الـصَّفا والـهدى مِن شامِنا أنبثَقا
يـا دُرَّةً مـا لـها فـي البحرِ مِن صَدَفٍ
والـبـحرُ يَـخجَلُ مـن عِـزٍّ لـها سُـرِقا
هـذه دمـشقُ لأرضِ الـعُربِ عـاصمةٌ
قـــد صَـانَـهـا ربُــنـا زادَ ألـبـها ألَـقـا
فـيها الـنُزولُ لـعيسى كـي يكونَ بها
نَـهجُ الـبدايةِ … مـما ضـاعَ وأنخَرَقا
لو يعلم الناسُ ما في الشامِ من حِكَمٍ
لأجـتـازَ عـاقِـلُهم فــي حُـبِّـها طُـرُقا
والـيـاسمينُ شـعـارُ الـشـامِ نَـعـشَقُهُ
تَـهـفـو إلـيـهِ نـفـوسٌ زادَهــا عَـبَـقا
تـحكي الحجارةُ في أسواقِها قِصَصًا
لــو خَـطَّها الـمَجدُ كُـتبًا رَقَّ وانـعَتَقا
مَـن حَبَّها مِن صَميمِ القلبِ لأنفجَرَت
مـنهُ الـعيونُ وجـادَ الـصخرُ وأنـفَلَقا
يــا حَـبَّـذا لَـثـمَةٌ مِـن تُـربِ شـامَتِنا
تـروي فـؤادًا ولـولا الـشوقُ مـا نَطَقا
لـو كـان لـي أحـرُفٌ قَـدرَ النُّجومِ لما
قـد زادَ فـي شـامِنا مِـن قَدرِها طَبَقا
قد بُحتُ بالجَلَلِ المَخزونِ في كَبِدي
أمــا الـكثيرُ لـها فـي مُـهجَتي عَـلِقا
يـا شـامنا مـالنا لـم نَـصفُ مِـن كَـدَرٍ
هــل غَـرَّنـا طـامِـعٌ فـانفَكَّ مـا رُتِـقا
أجــدادُنـا صَـنـعـوا أمــجـادَ أمَّـتِـنـا
مــا بـالُنا نَـنتَقي أجـلافَ مَـن سَـبَقا
يـــا ربَّــنـا بــالـذي أرسـلـتَهُ حَـكَـما
أدرِكِ فَــذي فِـتَـنٌ مَــن أَمَّـهـا إنـزَلَقا
وأحــفَـظ لـنـا شـامَـنا يـاربَّـنا أبــدًا
وأخـتِـم لـنا بـالهُدى وأهـديهِ لـلرُّفَقا