الأدب والشعر

أنا عربيٌ

الشاعر : سامي رضوانْ عبدُ الوهابْ

الشاعر : سامي رضوانْ عبدُ الوهابْ

 

كتبتْ وفي داخليٍ وجعٍ

تبدو عتمةَ غربتي أنين

لمْ تكنْ غربةُ وطنِ أنها

غربةُ روحِ شاردةِ تلكَ

السنينَ التي تحملُ هذا

الزمنِ كتبتْ فوقَ جدرانِ

المعابدِ نقوش لا فهمَ لها

سوى عباراتٌ لا أعلمُ فيها

منْ أنا رسوماتُ وجهِ وجناحِ

طائرٍ حزينٍ جسدِ سجرتْ

بهِ ملامحُ إنسانِ قطعِ شريانِ

ونفوقِ نبضِ قلمِ صرخاتِ

ضياعِ حلمِ ما بينَ ضروس

الألمِ ما زلتُ أصنعُ في صنوفِ

الدهرِ غرسَ أملِ يا ترى ماذا

سأفعلُ حينَ ابحثْ عنْ وجهِ

إنسانٍ داخليٍ حتى إذا كانتْ

قراراتُ الرحيلِ إلى بلادٍ إلى

فجٍ عميقٍ لطالما لمستْ رفيقَ

الوجدِ منْ قلبٍ مزدحمٍ يا أيها

العنوانُ بلغَ منْ ترى أنَ منْ كتبِ

القصيدِ فوقَ لوحاتِ السحابِ

مسافرا ما زالَ ينتظرُ المطرُ

ما زالَ يؤمنُ بالقدرِ ما زالَ

يمشي في بطونِ الكونِ ينشرُ

ظلهُ ما ماتَ حرفٌ في قصيدِ

الشعرِ منذُ بدايةِ العهدِ القديمِ

لقدْ تنبأتْ الخبرَ كتبتْ لا أدري

لما حدَ الغلظةَ يفوقُ حدَ الحنجرةِ

ولقدْ قرأتْ بقدرِ ما كانَ يدورُ

بداخلي وجنودِ جيشِ منْ عروبةِ

موطني جاءوا لرسمِ موطنا سموهُ

أرضَ الأندلسِ رأيتُ فوقُ بيدهِ

شعبَ ترجلِ موكبِ العظماءِ وزحامِ

أجيالِ العروبةِ في سفحِ الكونِ

يبدو منتظرٌ رأيتُ ما بينَ السطورِ

الشامَ دجلةَ والفراتَ رأيتُ أسرابُ

الحمامِ المغربيِ رأيتُ قافلةُ البعيرِ

تمرُ كأنها حجبتْ شعاعَ الشمسِ

وغبارِ دخانٍ كثيفٍ رأيتَ في

وجهِ التاريخِ ملامح حضارةً

رأيتُ سوريا والعراقُ رأيتَ لبنانُ

البيانُ بوجهِ زهرِ منْ قطوفِ

الفجرِ يبدو ضاحكا يا سيدي

رأيتُ في أرضِ الحجازِ مقامَ

محمدا ورأيتُ في القدسِ

العتيقِ رسالةَ عبرَ الزمنِ تقولُ

أرضَ الأنبياءِ المرسلينَ حبيبتي

رأيتُ ما بينَ النهرينِ بلادِ العربِ

رأيتُ في أفقِ السماءِ تراتيلَ

أحلامِ العروبةِ ترقيَ العلمِ

ونسيمْ فجر عانقَ الأحلامَ فوقَ

وسادتي ما زلتُ أكتبُ والقلمُ

ما زالَ بينَ أصابعي أيا بلادَ

الشامِ ما زلتْ هنا فلا تموتُ

قصائدي فوقَ ترابكَ قدْ سجدَ

النديِ ورأيتُ ثمَ رأيتُ ما بينَ

الدروبِ قافلةً ورأيتُ أسرابُ

الحمامِ وفى يديها غصنَ زيتونِ

السلامِ إلى بلادي وموطني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى