مقالات

خواطر رمضانية…عقبات رمضان ٦

زينة سليم سالم البلوشي

زينة سليم سالم البلوشي

في اليوم السادس من رمضان نجد أنفسنا في مواجهة العديد من العقبات التي تبدو كالأشواك السامة التي تحاول منعنا من مواصلة طريق النور والهداية الذي يسكن في قلوبنا هذه الأشواك تسعى جاهدة لإحباطنا والتغلب علينا لكننا نحاول جاهدين الا تتغلب علينا و تتمكن منا فنحن نغوص في أجواء هذا الشهر الفضيل الذي ينير حياتنا ويملأ أرواحنا بالطمأنينة و الراحة و السكينة و ندرك بيننا و بين أنفسنا أن التحديات جزء من هذه الرحلة واختبار لعزيمتنا وإصرارنا على الثبات في الطريق المستقيم و عدم الاستسلام للعقبات التي تحاول تضليلنا

 

 

ومع مرور الأيام تزداد هذه العقبات صعوبة وكأنها تحاول ثنينا عن إكمال مسيرتنا نحو النور لكنها لا تدرك أننا أقوى منها بإيماننا وصبرنا تبدأ هذه العقبات منذ اللحظات الأولى للصيام حيث يتسلل الجوع والعطش إلى نفوسنا محاولين التأثير على إرادتنا لكن لنتساءل: هل الجوع والعطش هما العقبتان الوحيدتان التي نواجهها في الشهر الفضيل؟ بالطبع لا فهناك تحديات أخرى تتطلب وعينا وجهدنا ومثابرتنا على التغلب عليها

 

 

من أبرز هذه العقبات عقبة اللسان التي تحتاج إلى ضبط وتحكم فهو سلاح ذو حدين قد يكون أداة للخير أو وسيلة للشر لذا علينا أن نحرص على الابتعاد عن الشتم والسب وألا ننزلق في الغيبة والنميمة بل نجعل من رمضان فرصة لتططهير قلوبنا وألسنتنا بالكلمة الطيبة

 

 

وهناك أيضا عقبة العينين التي قد تقودنا إلى النظر إلى ما لا يرضي الله لذا علينا أن نحرس أبصاررنا وألا نسمح لها بأن تضللنا عن طريق الخير و ايضا هناك عقبة اليدين فهي تكمن في الأفعال الخاطئة التي يفعلها الشخص مثل السرقة أو الأذى ولذلك يجب علينا ضبط أفعالنا وجعل أيدينا وسيلة للخير والعطاء ولا ننسى عقبة الأذنين حيث ينبغي علينا تجنب الاستماع إلى ما لا يرضي الله والتركيز على ما يرقى بأرواحنا ويقوي إيماننا

 

 

ومع تقدم الشهر المبارك نجد أنفسنا أمام عقبة الانشغال حيث تضغط علينا مسؤوليات الدراسة والعمل وأعباء الحياة اليومية مما يجعل من الصعب تخصيص وقت كاف للعبادة والتأمل وهنا يكمن التحدي الحقيقي: كيف نوازن بين التزاماتنا الدنيوية وواجباتنا الروحية؟ لكن في الحقيقة

 

 

هي ان كل عقبة تكمن هناك فرصة و هذه الفرصة تساعدنا حتى نرتب أولوياتنا و نغير من نفسنا

و نذكر أنفسنا بأن شهر رمضان هو شهر الخير و الصلاح و هو شهر للتغير للأفضل و الأحسن و هو شهر لنقييم أنفسنا و نكتشف حقيقتنا و نعرف ذاتنا الحقيقية لذلك واصل و تغلب على العقبات و لا تدعها هي من تتغلب عليك و تذكر دائما بأن لا احد منا لا يخطأ و لكن خير الخطائين هم التوابين فتوبوا دائما و سارعوا الى طريق الصلاح و الفلاح

 

 

و في اليوم السادس فلنواجه هذه العقبات بإيمان وعزيمة ولننظر إلى كل تحد على أنه فرصة للنمو الروحي والتقرب إلى الله فكلما تجاوزنا عقبة ازددنا قوة وكلما صمدنا أمام الإغراءات اقتربنا أكثر من النور الذي يضيء دروبنا رمضان هو شهر التغيير فلنجعل منه نقطة انطلاق نحو حياة مليئة بالخير والبركة و العقبات ما هي سوى دروس تعلمنا معنا الصبر و تعزيز روح الايمان بداخلنا فلنستمر في السعي نحو طريق النور دون توقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى