مقالات

هل تكتفي بما يكفيك بعيدا عن الحسد

شيخة الدريبي 

شيخة الدريبي 

أن تغسل قلبك أفضل من أن تحسد الناس على ما هم عليه، يكفي من الأنانية وحب الذات والنظر للآخر على أنه عدو لدود او لأنه متميز وناجح هل تريد أن يكون فاشل لكي يعجبك أم تريد أن يكون متدمر كي ترضى وتشعر بقيمتك. لا تجعل غشاوة على هينيك و لا تشتعل بنار في قلبك بالحسد والحقد والغيرة لكونك فاشل كن عنوان لمعنى القيم الجميلة فلديك الكثير من الوقت الذي لا تستثمره فيما ينفعك فلا تنتظر من الغير أن يخبروك بكل تفاصيل حياتهم لإرضاء فضولهم ومن لا يفعل هكذا يصبح غامض فليس مجبور أن يخبرك بتفاصيل حياته وأنت ما شأنك به عليك بنفسك،فالانطواء أفضل بكثير من أن تكون مع أناس يستنزفون طاقتك فلم لا تستثمر طاقتك لنفسك ففي عالم النرجسية وبمفهومهم لا يعترفون غير بالأنا لمَ هو نجح وأنا لا، لماذا هي تزوجت وأنا لا، لماذا هو سافر وأنا لا لماذا هو لديه عائلة تحبه وأنا لا، لماذا هو وجد الحب وأنا لا. إلى متى سوف نستمر بالمقارنات فالذي نجح هو من يستحق احترامك وتقديرك وتشجيعك وليس حقدك، لانه سيسمو بمجتمعك، هو مهندس سوف يبدع لك ولناس هو محامي سوف يدافع عن الأبرياء في وطنك هو قاضي سوف يحكم بالعدل هو طبيب سوف يشفى المرضى هو أستاذ سوف يرتقى بالأجيال، هو ثري سوف يساعد الفقراء هي زوجة سعيدة وزوجها محترم سوف تربي أجيال تنفع مجتمعك فيما بعد، هو قد نجح بعد تعب وجهد هو يدعوك لتبذل جهدك لتكون مثله لا تفكر أنه لو فشل سوف تكون أنت أفضل فهي أقدار وارزاق من عند الله ..

 

كذلك قد تكون لديك صحة وغيرك يعاني وأنت تظنه سعيد وهو يناظل من أجل أن يحقق ذاته وأنت تنظر إليه ولا تفعل شئ كي تتقدم، قد تحسده لأنه ناجح لكن نجاحه قد سرق منه راحة البال فهو يناظل ويتألم كل يوم وأنت لا تعلم فقط تكتفي بالحقد عليه عوضا أن نشجعه، ونتساءل لماذا زاد الفشل وقل النجاح لأننا لم نتعلم أن ندعم الناجح بل ندمره حتى يصبح فاشل.فالناجح يا أخي ويا أختى كرس وقته وجهده وطاقته لكي يصل وتعثر وتعثر وتعثر من ثم نجح، الناجح هو من كرس وقته على حساب صحته وراحة باله وليست ضربة حظ، فالمناظلين قد سعوا للحصول والوصول. يكفي من الحسد والحقد على الناس حتى الأنبياء لم يسلموا منه فسيدنا يوسف قد حسدوه إخوته عندما سمعوه يتكلم مع أباه يعقوب على الشمس والكواكب التى رآها تسجد له فمكروا له مكر وحسدوه لأنه أصبح عزيزلكنه نجح وأنقذهم مما كان ينتظرهم من الجوع والفقر. لماذا نحسد، لماذا لا نحب الخير، هل الدنيا لنا وملك لنا كي نغار عليها ونتلاهف ورائها مثل ضعفاء النفوس.فمن الإسلام أن تحب لأخاك ما تحبه لنفسك، قد تنجح في مجال مختلف فقط ارضى بما كتبه الله لك وتأكد أن القناعة كنز لا يفنى وابحث عن ذاتك فستجدها واغسل قلبك وروحك من الحسد والحقد، يكفيك أن تكون نافع ولك بصمة وأن تعيش على مبادئك وأن تجتنب الحرام وأن تحارب نفسك عن حب الدنيا بل جاهدها على حب الله ومن حولك واجعل عينك ترى ما في يديها لترضى وقارن نفسك مع من هو في نعم أقل منك من المحرومين والمساكين والذين لا يملكون الصحة ولا الطعام ولا الثياب ولا المسكن، فأنت يا أخي ويا أختى في نعمة لا تعرف قيمتها( وأما بنعمة ربك فحدث ) ..

 

أن الله يعلم كل شخص وما هو لأفضل له فيفضل بعضهم على بعض لحكمة يعلمها هو، كم تحمل يوسف ليحظى بالمكانة التى حظي بها في الدنيا والآخرة فيوسف عليه السلام فضله الله لأنه صبوروحكيم ورصين ويسعى دائما لينسى ويتقدم، فهل هناك شخص يتحمل السجن لسنوات وهو مظلوم .(وعلى نياتكم ترزقون) فواجبنا أن نسعى وأن نغسل قلوبنا جيدا وأن نرضى ونقتنع بما نحن عليه وأن نحارب أنفسنا قبل الاخرين فلنتعلم دائما الثقافة لنرتقى بمجتمعانا لأن نجاح فرد هو نجاح المجتمع وفشله هو فشل المجتمع بأكمله. يمر الإنسان بمواقف حياتة ويدرك أنه يعيش مع بعض البشر الخبثاء، لانهم يكرهون نجاح غيرهم من المتفوق ومحاولة تشويه صورتهم كن ذا أفعالا مجسدة، ولا تجعلها مجرد تمنيات تراود النفس ولا ترقى إلى الواقع والعمل الملموس، فانت محتاج الى دعامات لطموحاتك لكي تنجح ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى