مقالات

خواطر رمضانية… اصنع يومك مع القرآن

زينة سليم سالم البلوشي 

زينة سليم سالم البلوشي 

في رمضان تتفتح أبواب الخير والرحمة وتنساب أنوار المغفرة فتغمر القلوب سكينة وتملأ الأرواح طمأنينة وتزدان الأيام بنور لا يخبو حين يكون القرآن رفيق الدرب ودليل الطريق وسراج القلب وبلسم الروح فهو النور الذي لا ينطفئ والكلام الذي لا يبهت والحكمة التي لا تزول أنزله الله هداية ورحمة ليكون نبراسا ينير دروبنا ويبعث فينا الحياة من جديد فكيف لا نمنحه من وقتنا لحظات نرتوي فيها من معينه ونحلق بأرواحنا في آفاقه ونرتقي بأنفسنا بين آياته وكيف لا يكون القرآن رفيق المسير وعنوان الحياة ومصدر النور ومفتاح السعادة؟

عندما يبدأ صباحك بمعانقة آيات القرآن تشعر وكأن أنوار السماء تتسلل إلى روحك فتغتسل من أعباء الحياة وتتطهر من الذنوب والخطايا كأن كل آية تمتد إليك بحنان فتلامس أعماقك وتبحر في وجدانك فتغدو مشاعرك أكثر صفاء وسكينتك أعمق من البحر وسعادتك لا تحدها الكلمات آية واحدة قد تزيل من قلبك حملا أثقل كاهلك وحزنا أرهق روحك وسورة واحدة قد تفتح أمامك أبواب الأمل وتعانقك بلطف لتريك طريق الحياة الصحيح وتذكرك أن رحمة الله بلا حدود وأن قدرته تمتد إلى كل شيء

اجعل للقرآن موعدا ثابتا في يومك لا يقتصر على رمضان بل ليكن رفيق دربك وعادة لا تنقطع أبدا اقرأه بقلب واع وتأمل كلماته بعمق دعه يخاطب روحك قبل عقلك ليتغلغل في أعماقك وينير زوايا نفسك اجعل ترتيله أنيسا يملأ وحدتك وسكينة تمتد في كل لحظات حياتك دعه يكون نورا يشع وسط ظلمات الليالي وسكونها وحصنا يحميك من تقلبات الأيام ومتاعبها لا تهجره أبدا فهو سندك الذي لا يخذلك وحاميك الذي لا يغيب

و في ليالي رمضان حين تهدأ الأصوات ويسكن الليل وتشعر بأنك فارغ لا تجد ما يشغلك وقد أنهيت كل أعمالك افتح المصحف ودع قلبك ينصت قبل عينيك ستشعر بأن كل حرف تقرؤه يشع نورا في أعماقك ويضيء قلبك وعينيك وكل ذرة في جسدك ستشعر أن كل سجدة تصحبها آية ترفعك إلى مقام أسمى وأقرب إلى الله اجعل حياتك كلها مع القرآن لا تدع يوما يمضي دون أن تغمر روحك بنوره ليكن صديقك في كل الظروف وسندك في كل الأوقات وحصنك الذي تحتمي به دائما

رمضان هو الفرصة الثمينة التي يجب أن تغتنمها بالطريقة الصحيحة هو اللحظة التي تجدد فيها علاقتك بالقرآن الكريم فابدأ بتلاوته واجعل من أيامك بستانا مزهرا بآياته اسق قلبك بنور كلماته ودع كل لحظة في هذا الشهر تقربك إليه فهو طريقك إلى الله وهو النور الذي لا ينطفئ فمن ذاق حلاوة القرآن لم يعرف الضياع أبدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى