الأدب والشعر
رسالة إلى الله


الشاعر مصطفى كردي
بعثَ الفقيرُ إلى الإلهِ رسالةً
عبرَ البريدِ فإنّهُ الرّزاقُ
فتعجبَ العمّالُ من إرسالهِ
وبدا عليهم حينها الإشفاقُ
إذْ كيفَ يرسلُ للإلهِ رسالةً
قالوا فهذا في الأنامِ معاقُ
صُدِمَ الجميعُ بفتحِها وخطابِها
سببُ الرّسالةِ عندَهُ الإملاقُ
قد كان يطلبُ مبلغًا بخطابهِ
ضحكوا فغابوا عندها وأفاقوا
من حُزنهِ حزنوا عليهِ وقرّروا
وجرى على ذاكَ القرارِ وِفاقُ
قالوا سنجمعُ ما استطعنا بعدها
نعطيهِ عونًا فالأنامُ رفاقُ
بعثوا ببعضِ مرادهِ لا كُلَّهُ
وتشوّقوا بل كلُّهم أشواقُ
لكنّهُ لمّا أتاهُ عطاؤهم
غضبَ الفقيرُ وأزَّهُ الإنفاقُ
قد ظنّ في العمّالِ ظنًّا أنّهم
سرقوا العطاءَ ومالهم أخلاقُ
رَدَّ الرّسالةَ في رسالةِ مُغضَبٍ
يشكوهمُ فالأمرُ ليسَ يُطاقُ
أرسِل إليَّ أيا كريمُ بقيّةً
ودع البريدَ فإنّهم سُرّاقُ