خواطر رمضانية… الأمل واليأس


زينة سليم سالم البلوشي
في رمضان يقف الإنسان أمام نفسه بين لحظات الأمل التي تملأ قلبه بحلم التغيير وأوقات اليأس التي تتسلل إلى روحه فتحجب عن عينيه ضوء الأمل “الأمل”في هذا الشهر هو شمس لا تغيب شعاع يضيء دروبنا المظلمة ويذكرنا أن هناك دوما فرصة للتوبة و للرجوع وللابتداء من جديد رمضان هو ذلك الكنز الذي يمنحنا فرصة نادرة للاقتراب من الله لتصفية القلوب من الذنوب لتغيير المصير
في هذا الشهر يفتح الله أبواب رحمته واسعة لكل من تاه في دروب الحياة يتيح له أن يلتقط أنفاسه وأن يغسل قلبه من الهموم التي تراكمت عليه طوال العام “الأمل”في رمضان ليس مجرد كلمات بل هو حقيقة تشعرنا بعطف الله ورضاه في كل صلاة و في كل دعاء في كل لحظة نركع فيها له و نطلب العفو والمغفرة
لكن هناك لحظات قد يسيطر فيها “اليأس” على القلب خاصة عندما نجد أنفسنا غارقين في الذنوب أو عندما نشعر أن التغيير بعيد وأننا لا نملك القوة للاستمرار “اليأس” يأتي عندما نغفل عن رحمة الله ونظن أن الله لا يرانا أو أنه لن يقبل منا توبة قد يأتي هذا الشعور في لحظات العسر عندما يثقل الواقع على كاهلنا فيخطف منا الأمل ويتركنا في دوامة من القلق والضعف
لكن في رمضان يذكرنا الله دائما أن “إن مع العسر يسرا” وأنه مهما طال الليل فإن الفجر قادم لا محالة قد يشعر قلبك باليأس لكن تذكر أن الله لا يمل حتى تمل وأنه كلما كانت الذنوب أكثر كان عفو الله أوسع لا تيأس فالأمل دوما موجود ورمضان هو الفرصة التي يرسلها الله لنا ليغسل قلوبنا ليمحي ما علق بها من آثام وليملأها بنور الإيمان
تذكر أن الأمل ليس أن نتوقع السعادة طوال الوقت بل أن نعلم أن الله معنا في كل لحظة حتى في أصعب الأوقات في رمضان دع قلبك ينبض بالأمل وكن متأكدا أن الله أرحم بك من نفسك وأنه مهما سقطت يمكنك النهوض مجددا
لا تيأس من رحمة الله ولا تفقد الأمل في هذا الشهر العظيم رمضان هو فرصة للانتصار على اليأس ولزرع الأمل في قلوبنا لأن الله لا يخذل عباده الذين يتوكلون عليه بصدق.