من الذكريات..الحلقة الثالثة


د.فايل المطاعني _عمان
من الذكريات انفاس حياة
الساحر دايفيد كوبرفيلد
الكثير من القراء تواصلوا معي قائلين أنني أخطأت في المعلومة فالمنامة عاصمة مملكة البحرين . وأنت أيها الحكواتي الظريف تقول إن المنامة في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ، للآسف الكثير يجهل التواصل الحضاري بين الدول العربية وليس فقط دول الخليج العربي مثال عندنا في عمان جبل بأسم الجبل الاخضر أيضا في ليبيا هناك جبل بنفس الأسم وأيضا معنا في عمان قرية بأسم تونس وقرية أخري بإسم الشام وهكذا ، هناك تواصل حضاري وأكيد هجرات بشرية أتت من بلد واستقرت في بلد آخر ،على العموم لنرجع إلى الحكاية .
قبل أن نذهب مباشرة لمقابلة أحد المسؤولين في إمارة رأس الخيمة قال أو أقترح صديقي أقتراح قائلا : في قرية المنامة الإماراتية هناك مطوع نحن في الخليج نطلق على أي شخص يطلق لحيته اسم مطوع لا أدري ما سر تلك التسمية ،المهم المطوع الذي يقصده صديقي هو ساحر أو لنقل دجال ،وطبعا أنا وأيضا صديقي الذي أصبح مسؤول كبير في بلادنا ،وطلب عدم ذكر أسمه ولكن قال ضاحكا :أكتب حكايتنا مع دايفيد كوبرفيلد
فقلت له :حاضر
قبل غروب الشمس وصلنا إلى قرية المنامة ،قرية هادئة جدا ،وكأن قارب الساعة توقفت عند سبعينات القرن الماضي في تلك القرية ، طبعا أنا أتحدث عن نهاية الثمانينيات وبداية التسعينات من القرن الماضي ،الطريق غير مرصوف بشكل جيد ،الغبار يتطاير والجمال تنظر إليك باستغراب ولسان حالها يقول : يا لهم من ضيوف مزعجين والسبب أننا كنا نضغط على بوق السيارة بشكل متواصل ، وتلك المخلوقات عجيبه تعتبر الشارع ملك لها ،خصوصا إذا كان الشارع غير مسفلت، فهي تترك كل الأماكن ،وتجلس في وسط الطريق ولا تريد أن تتحرك من مكانها ،حتى لو آتينا بفرقة محمود رضا الشعبية !
بعد عناء وصلنا إلى منزل المطوع ،المنزل من الخارج بدائي جدا ،حيث الباب الخارجي كبير جدا لا يتناسب مع جدار البيت الصغير ، فهو للقلعة أقرب من كونه منزل للسكن . لا يوجد جرس فقد أخذت حجر صغير وبدأت أطرق الباب وبكل ما أوتيت من قوه ،ولكن لا فائدة فلم يخرج لنا أحد .
وبعد عدة طرقات ،جاءت إمرأة فقالت : أن المطوع ليس موجود بالدار ،لقد ذهب في رحلة عمل إلى مدينة صحار العمانية. رحلة عمل ،حسنا ما علينا ،لك واحد منا مسمياته الخاصة إذن باءت أول محاولة للالتقاء بالمطوع بالفشل ،وصديقي مصر على لقائه قائلا لي :أن هذا أفضل مطوع سوف يجلب لنا العمل المرموق الذي نبحث عنه . لابد أن ننتظره ،فقلت له والخوف بدأ يطرق أبواب قلبي :أين أنتظره هنا فقال لي مازحا :لا عليك تعب ساعة ولكن بعد المقابلة سوف نرتاح سنين .
لا أعلم كيف استطعت النوم في تلك الليلة ونحن ننتظر ذلك الساحر و بعصاه السحرية سوف يفتح لنا طريق المستقبل .
جاء الصباح يختال ضاحكا ، و نهيق الحمير ونباح الكلاب ، ونظرات الجمال الرافضة لوجودنا ! فعلا لقد عشنا أجواء مرعبه .
عند الساعة الثامنة صباحا فتح الباب الكبير ،تخلل ذلك الباب ممر ضيق لا يتسع إلا لشخص واحد للدخول ،تقريبا مشينا قرابة 50 متر وبعدها دخلنا في صالة كبيرة لا يوجد بها من الأثاث إلا طاولة وعليها هاتف قديم وبضع كراسي متناثرة هنا وهناك ، وسمعت صوت المطوع قائلا لي : اقترب أيها المسحور !
وأنا قدماي لا تحملاني من الخوف ،أعترف أنني أول مرة أقابل ساحر فلم يسبق لي أن تشرفت بمعرفة تلك الشخصيات المهمة من قبل .
انتظروا حسنا سوف أصف لكم بطل قصتنا ….لم يكن بعين واحدة أو أسنان مكسورة
الحقيقة لقد كان أنيق جدا بل في غاية الوسامة ،،امم يشبه الساحر العالمي دايفيد كوبرفيلد. لذلك أطلقنا عليه أسم دايفيد كوبرفيلد★
المهم لا أريد أن أطيل عليكم ..قال تعال يا مسحور فقلت له :لست مسحورا ،أنما أريد حجاب للعمل ،فلقد جئت إليك طالبا للعمل فقال :حسنا لك ذلك.
وجاء بحجاب صغير وقال :أذهب أيها المسرور إلى أي جهة حكومية ولن يردك أحد …طبعا أخذت الحجاب وأنا في قمة السعادة .ولكن قبل أن أخرج قال : أعطني مالا فقلت له :ولما تحتاج المال ؟
فقال : ليس لي بل للنجوم فقلت له ساخرا : وهل تحتاج النجوم المال؟
فغضب وضرب الطاولة بيده وقال :أدفع وإلا لن تستفيد من خدماتي ..طبعا دفعت له صاغرآ ،وخرجنا .
وغدا سوف احدثكم عن ماذا حدث بعد أن أخذت الحجاب ،وهل فعلا كان مفعوله سحريا أم لا
وللذكريات بقية …….
دايفيد كوبرفيلد : أشهر ساحر خفة في العالم فقد اخفي تمثال الحرية
فرقة محمود رضا : أشهر فرقة الفنون الشعبية في الوطن العربي