Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

الملحن جعفر نجم العيساوي: صانع الحلم الثقافي وصوت العراق الإبداعي

د.آمال بو حرب

د.آمال بو حرب

في فضاء الثقافة العربية والعراقية، تبرز بعض الأسماء ليس فقط كعلامات فارقة، بل كأيقونات تترك أثرًا عميقًا، وتُحدث تحولًا ملموسًا في المشهد الثقافي من بين هذه الأسماء التي لا يمكن تجاوزها بسهولة، يسطع اسم جعفر نجم العيساوي، الذي لا يكتفي بالحلم بل يسعى بكل عزيمة لإرساء هذا الحلم على أرض الواقع، من خلال مشاريع ثقافية تعكس عمق رؤيته الوطنية

لقد نجح الاستاذ نجم في تأسيس وإدارة مهرجان “نغني للعراق الدولي”، الذي أصبح علامة فارقة في المشهد الثقافي العراقي والعربي. يقدّم المهرجان، الذي ينسج رؤيته الوطنية، صورة مشرقة عن العراق بكل تنوعاته الثقافية، مُعيدًا رسم ملامح العراق الجميلة في أعين العالم. ولم يكن هذا المهرجان إلا جزءًا من مسيرة طويلة زاخرة بالعطاء، حيث يرأس أيضًا مهرجان “الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي”، الذي جاب العديد من العواصم العربية بدءًا من بيروت إلى عمان، ومن بغداد إلى المغرب في الدورة القادمة. هذا المهرجان لا يُعد مشروعًا فرديًا، بل هو تجسيد لرؤية وطنية جماعية، يقوده العيساوي بحكمة واقتدار.

 

إلى جانب هذه المشاريع الثقافية، يحمل العيساوي في سيرته الذاتية العديد من المناصب التي توضح حجم إسهاماته الثقافية والاجتماعية. فقد شغل منصب رئيس مؤسسة الجميع للثقافة والفنون، وكان المدير المؤسس لمهرجان “نغني للعراق الدولي” منذ عام 2018 كما أسس وأدار البيت الثقافي في كركوك بين عامي 2006 و2016. بالإضافة إلى ذلك، شغل عدة مناصب في وزارة الثقافة العراقية، منها رئاسة فرقة كركوك الوطنية للفنون الشعبية منذ عام 2005 وهو عضو في نقابة الفنانين العراقيين، ورئيس تحرير جريدة الجميع نجمالعيساوي ليس مجرد مدير ثقافي، بل هو أيضًا ملحن وموسيقي ومخرج أوبريتات فنية، ومدير مكتب عيون للمنطقة الشمالية، ويُدرّس علوم القرآن واللغة العربية في كلية القلم الجامعة. كما كان له دور أكاديمي في معهد الفنون الجميلة.

 

إن ما يميز شخصية جعفر العيساوي ليس فقط نجاحاته بل رؤيته المستمرة نحو المستقبل هو لا يكتفي بإعادة إنتاج الأفكار الثقافية، بل يسعى إلى إحداث تغيير حقيقي وتأسيس مشاريع جديدة تُسهم في تعزيز الهوية الثقافية للعراق. فكل خطوة يخطوها ليست مجرد إنجاز، بل هي إيمان عميق بأن العمل الثقافي ليس مجرد ترف، بل رسالة ومسؤولية.

 

إن دعم مثل هذه الشخصيات الثقافية هو أمر لا بد منه، لأن وجود شخص كالعيساوي في مقدمة العمل الثقافي يعزز الأمل ويُحفز على تحويل الثقافة إلى جسر للتواصل والهوية الوطنية شكرًا له ولكل من يواصل حمل عبء الوطن بحب، ويؤمن أن الثقافة هي الطريق الأسمى لبناء الإنسان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى