من الذكريات…الحلقة السادسة


د.فايل المطاعني
الشيخ خالد بن صقر القاسمي
أمس الأحد بدأ أسبوع المرور لدول مجلس التعاون الخليجي .. والذكريات كثيرة لهذا الأسبوع المروري وسوف أخبركم عن بعض الذكريات … من أولى الفعاليات التي حضرتها فعالية أسبوع المرور الخليجي ،كنت في الصف الأول الإعدادي ،كان لدي شغف للانضمام إلى فرقة الكشافة المدرسية ،وبعد جدال مع الوالدة تعلمون الأباء لابد من الرفض أي أمر يطرحه الأبناء ، في بداية الأمر ،رفض أي شي يشغلني عن الدراسة ،وافقت بعد عناء ، وإضراب عن الطعام ولكن بشرط أن انتبه للدروس تعلمون تلك الوصايا الأبوية المعتادة ، التي لابد أن نستمع إليها ، والغريب أنني بعد أن كبرت وأصبح لدي أطفال أصبحت أردد تلك الوصايا على أبنائي ولسان حالي يقول رحم الله والدتي و والدي
انضممت إلى الكشافة البحرية ،لقد أعجبني لباسهم ليس ذلك اللباس المعتاد للكشافة الذي نراه لا ، كان لباسهم مكون من قميص أبيض مع بنطال أزرق مع الطاقية العسكرية الجميلة.
طلب منا أن نغطي شارع الشيخ خليفة بن زايد طبعا الذين يعرفون مدينة العين يعرفون هذا الشارع جيد .كنت سعيد وأنا أقوم بدورية ومعي شرطي ،ولأنني صغير كان الشرطي يترك لي توقيف السيارات وأعطى لهم نصائح توعية بخصوص الإلتزام بالسرعة وأيضا عمل صيانة دورية للمركبة. وتعليق ملصق صغير فيه شعار أسبوع المرور الخليجي.
عندما كنت أوقف أي شابة حسناء و لصغر سني وهناك سبب آخر للتودد للشرطي . كانت تهديني شوكولاته و ترمق الشرطي بنظرات فيها مزيج من الخوف والإحترام تعلمون أن للشرطي هيبه .
كنت اتقمص دور الشرطي بإحترافية عالية، وقد تم إختياري بعد ذلك لملتقي كشفي في إمارة رأس الخيمة . وكان ذلك الملتقي على مستوي كشافات الدول العربية ،وكنت أمثل كشافة دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولأنني بارع في تقمص دور الشرطي مثلما أسلفت ، تم إختياري مع بعض الكشافة للالتقاء بالشيخ خالد بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة آنذاك.
فعند دخول الشيخ خالد إلى بوابة المخيم الكشفي،أشار إلى متحدثا فقال وهو يربت على شعري: ماشاء الله أنت خنفس صغير ،إشارة إلى فرقة البيتلز الشهيرة في ذلك الوقت وكنت منذ صغري متحدث رائع و كنت أجيد اللهجة المصرية وأيضا اللبنانية والفلسطينية والمغربية فكنت محبوب جدا من كشافة تلك الدول خصوصا في حفلات السمر ، عندما راني الشيخ خالد ماسك وردا ومرحبا به. قال مبتسم : أخبروني إنك تتحدث بأكثر من لهجة هيا تحدث أمامي بإحدى تلك اللهجات.
وتحدثت باللهجة المصرية فضحك. وهو يمسك الورد ،ويقول ضاحكا :يا لك من بيتلز شاطر … الشيخ خالد بن صقر شخصية محترمة وجميلة و متواضعة وأيضا مثقفة…اختم ذكريات اليوم بهذه الأبيات
سُبْحان مَن جَمعَ الضدينِ فَائتلفا
بَياضُ خدّكِ والخالُ الَّذي فيهِ
فلا مَحت آية اللَّيل النَّهار بهِ
ولا النّهارُ تَلاشَى في لياليهِ !
على وفاقٍ أقاما فوق صفحتهِ
لا النورُ يَبغي ولاالظلماءُ تُطفيهِ
ياجامع الضدِّ بالضدِّ النقيضِ لهُ
أنت الطبيبُ وهذا ما أُعانيهِ
ولنا في الذكريات رمق حياة
نلتقي غدا