يوم البحث العلمي” بإبراء يستعرض ابتكارات طلابية في الطاقة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأخضر.


ماجد المحرزي _إبراء
نظّمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بإبراء، ممثلةً بـ قسم البحث العلمي والابتكار، فعالية “يوم البحث العلمي” برعاية الدكتور صلاح بن صومار الزدجالي، المدير العام للبرامج البحثية وبناء القدرات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور الدكتور حافظ بن سعيد الرحبي مساعد الرئيس بإبراء والدكتورة ثريا بنت خليفة الريامي نائب مساعد الرئيس بإبراء للدراسات العليا والبحث العلمي والابتكار وعدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والأكاديمية والطلبة.
وسط أجواء أكاديمية حافلة بالإبداع والابتكار. وقد شهدت الفعالية، التي احتضنتها أروقة الجامعة، عرض مجموعة متميزة من المشاريع البحثية الطلابية التي عكست وعيًا عميقًا بالاتجاهات العالمية في التنمية المستدامة والتحول الرقمي. وتنوّعت المشاريع المشاركة بين تقديم حلول في الطاقة المتجددة تهدف إلى تعزيز كفاءة استخدام الموارد النظيفة، وتطبيقات في الذكاء الاصطناعي تخدم قطاعات التعليم و الصحة والنقل، إلى جانب دراسات تناولت مفاهيم الاقتصاد الأخضر وأهمية تبني نماذج اقتصادية صديقة للبيئة
. ومن المشاريع التي استعرضها الطلبة، مشروع بعنوان: “روبوت استكشافي للقنوات المائية تحت الأرض التي تغذي الأفلاج في سلطنة عمان”. يهدف هذا الابتكار إلى تقليل التكاليف والمخاطر المرتبطة بصيانة الأفلاج التقليدية من خلال استكشاف القنوات المائية بشكل آمن ودقيق. يحتوي الروبوت على كاميرا متصلة بجهاز الهاتف الذكي، بالإضافة إلى حساسات تقيس نسبة الأكسجين ودرجات الحرارة.
ويقوم هذا النظام الذكي بمسح شامل للقنوات تحت الأرض عبر إرسال الروبوت داخل المجرى المائي، لتحديد موقع الضرر بدقة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر، مما يجعله أداة فعالة للحفاظ على هذا الموروث الحضاري والموارد المائية الحيوية في السلطنة. وكذلك مشروع بعنوان: “نظام ذكي لإدارة المياه يعتمد على إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لرفع الكفاءة”،
حيث قدّم الطلبة محمد بن حمود الحارثي، عذراء بنت سيف بني عرابة، وشذى بنت محمود بني عرابة نموذجًا مبتكرًا يجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لمراقبة استهلاك المياه وكشف التسربات وتحسين الكفاءة التشغيلية. ويتميز النظام بتوفيره بيانات آنية عبر واجهة استخدام سهلة، مع إمكانية توليد الطاقة من تدفق المياه، مما يعزز من استدامة الحل المقترح ويجعله قابلًا للتطبيق في البيئات الحضرية والريفية على حد سواء. كما ضمت المشاركات الطلابية دراسات في تطوير الكفاءات الوطنية وتحسين بيئات العمل،
بالإضافة إلى مشاريع في التسويق والمالية ركزت على دمج التقنيات الحديثة في العمليات الإدارية والتجارية، بما يعكس فهماً متقدماً للتحديات والفرص في الأسواق المعاصرة.
وشارك مركز الدراسات التحضيرية بخمس دراسات بحثية نوعية تناولت قضايا تمس حياة الطلبة الجامعية، وهي: استخدام الكافيين، واستخدامات العطور، وعادات النوم وجودته، والصحة العقلية للطلبة، وتحسين خدمة المستفيدين. وجاءت هذه المشاركة لتؤكد دور المركز في دعم البحوث التطبيقية التي تُعنى بالبيئة التعليمية وتعزيز التجربة الأكاديمية للطلبة.
وفي تصريحه حول الفعالية، قال الدكتور صلاح الزدجالي: سعيد جداً بتواجدي في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بإبراء والإلتقاء بشباب المستقبل في يوم البحث العلمي الذي يمثل منصة محفزة للطلبة لاستعراض أفكارهم الإبداعية وتطبيق معارفهم النظرية في مشاريع واقعية تخدم المجتمع. ما شاهدناه اليوم يعكس حجم الطاقات الواعدة في مؤسساتنا الأكاديمية، وأهمية دعم البحث والابتكار كركيزة أساسية لبناء اقتصاد معرفي ومستدام.”
من جانبها، أكدت الدكتورة ثريا الريامي، نائبة مساعد الرئيس للدراسات العليا للبحث العلمي والابتكار، أن “يوم البحث العلمي يمثل منصة سنوية يعبر فيها الطلبة عن قدراتهم الإبداعية من خلال مشاريع تعكس جودة التعليم ومواكبته لأحدث مستجدات العلوم والتقنية.” وقد حظيت الفعالية بتفاعل واسع من الزوار والمهتمين، مع التاكيد على استمرار مثل هذه الفعاليات التي تدمج البحث العلمي بالاحتياجات الوطنية، وتُسهم في تمكين الكفاءات الشابة لبناء مستقبل أكثر استدامة.